متجددة في احتراقنا
بلقيس خالد
هل أعادوكِ للخراب مجدداً يا بصرة..؟
النار في ثوبك تراقص الرصاص..
واحدا واحدا في جوفك الملتهب بالسعير يتهاوى اولادك.
والمرجفون في التظاهرات والمؤسسات والمحترقات
أشاعوا: البصرة من فرط الحب احترقت!!
وأشاعوا: ما يجري محض عصيان من ولد
ٍ ضال !!
يا بصرة
كل ابناءك المتضرجين بإعتصاماتهم
:أفواه تنفث الغضب من القلوب إلى الحناجر
تتساقط الفتيان يصطبغ الإسفلت بأحلامهم الساخنة
على الهراوة قطرات قانية من تلك الاحلام
قمصانهم تفوح مثل عيونهم المعطرة الدموع بالغاز
وأنتِ ثكلى تحتضنين صمتك
يا بصرة
كم من نار فيك
وكم من نار في قلوب النساء
ألف بركان يطفو في كل عين
نيرانك حممٌ مجنونةٌ تبحثُ عن قلوبٍ تبحث في عدمها
عن عشبة العراق
يابصرة.. تحترقين و تحترق قلوب النساء وأقدام المتظاهرين وقمصانهم وحناجرهم
ونكاية بهذه النار: لاغد يموع..
يا بصرة
لا شيء من النار يجيء
سوى الاختناق الذي يدربنا على الموت.
رمادية تنبثق شمس اليوم الاخر
ولا صلاة توقظ الامطار
مبللة بالآه ابتهالاتنا
وداخل أكفنا الظمأى تبتلع الخيبة ُ
الأدعية َ
يا بصرة
كل تلك النيران التي تحرقنا
العوز الذي يبني حيواتنا
الأخبار التي تروي كل يوم غضبتنا..
الأصوات المدوية والمهموسة والخافتة والكاتمة
: تشهد أنك
احتراق
متجدد
فينا