بلقيس خالد
في ليلة
القدر من كل عام احتار ماذا اسأل الله.. يطلع الفجر وانهي قيامي وسجودي دون ان اطلب
شيئا، لا ادري، كأن كل سؤلاتي تتلاشى امام عظمة هذه الليلة. ابنتي الصغرى توجه كلامها
لي.
تجيبها
اختها الكبرى: اسألي الله الكثير من الذهب والمال اذا كنت تعتقدين بان سؤالك سيجاب
حقا.
ابنتي
الصغرى تشير بيدها كما لو انها تقول لأختها اسكتي.
ابتسمُ
تصيرُ بسمتي مفتاح ذاكرتي فتلاقيني الطفلة التي كنتها وهي تطرح ذات السؤال تجيبها الجدة:
اسألي الله الستر والعافية فقط..
تضحك
ابنتي الكبرى قائلة: سبحان الله، تبخلن على انفسكن!! والله غنيُ كريم.
يا ابنتي
من اصعب العبادات: الدعاء، هكذا اراه، لأننا لانعرف خبيئة الاقدار ولا ندري إن كنا
نسأل الله ما يقودنا الى الخير أو لسواه.
كيف
.. كيف؟ تسألني البنتان
أجيبهما:
يُقال ضاقت نفس يوسف بسجنها، فناجى الله فرجا
ذكرّه
رب العزة : يا يوسف ألم تقل لي (رب السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه)
وإذا
تصفحنا الاحكام السلطانية سيجيبنا الماوردي: القدر مُعلق بالمنطق
ولا
يرد القدر إلاّ الدعاء فلنتخير دعاءنا. عرض أقل