بلقيس خالد
القاضي
أبو فرج المعافى من أعلم الناس بالفقه والنحو واللغة وصروف الأدب. يقول أبو حيان التوحيدي:
رأيته في جامع الرصافة وقد نام مستدير الشمس في يوم ٍ شات، وبه من أثر الفقر والبؤس
والضر أمر عظيم، مع غزارة علمه واتساع أدبه وفضله. دنوت منه وخاطبته: مهلا أيها الشيخ
وصبرا فإنك بعين الله ومرأى منه ومسمع وما جمع الله لأحد شرف العلم وعز المال... فتأملني
العالم الجليل وقال :
يا محنة
الدهر كفي إن لم تكفّي فخفي
قد آن
أن ترحمينا من طول هذا التشفي
طلبتُ
جدا لنفسي فقيل لي قد توفي
فلا
علومي تُجدي ولا صناعة كفي
ثورٌ
ينال الثريا وعالِم ٌ متخفي.
تساءلتُ:هل
هي كتابة الله لنا: حين يخاطب التوحيدي الشيخ الجليل القاضي قائلا له من باب المواساة:
(وما جمع الله لأحد شرف العلم وعز المال) وربما التوحيدي كان يتكلم من خلال تجاربه
المريرة مع البؤس؟
وهل
العلاقة بين الشرف والعز في تضاد دائم؟ أو فقط حين يكون الشرف للعلم والعز للمال؟ وهل
شرف العلم سيصاب بضرٍ إذا مسه عز المال؟ أو اذا حصل ذلك ستكون المحصلة منتهى السوء
وهي متجسدة
في(
ثور ينال الثريا)؟ عرض أقل