بلقيس خالد : الشعر والسرد وطموحات الكتابة -
الشاعر والروائي والناقد حميد حسن
جعفر
( كائنات البن ) مثالا --- أولا ---
ما المطلوب من القاريء /المستقبل لكتابة تنتجها الانثى /الشاعرة، ؟
شاعرة استطاعت أن تجرب أكثر من شكل شعري بدءا بالومضة، وقصار القصائد،
والهايكو، والنص الطويل، امرأة لا تعني بكتابتها إلا بالفعل الكتابي اللامدجن،
هذا القاريء من المؤكد يجب أن يكون مدركا لما ستكون عليه الكتابة في
ظل التنوع المعرفي، كائن نسوي طموح محكوم بعدم الانتماء للكسل ،أو الركون إلى الاعتيادي،
هل هناك وجوب يؤكد ضرورة أن لا يدخل الكاتب /الشاعر مدخل بوابة القصيدة
/الشعر حين يعمل على الدخول إلى السرد؟ إن السارد من المؤكد أن يتخذ من الفعل الشعري
--تصورات ولغة وبنية --مدخلا، ربما تتحول الكتابة الشعرية إلى مصدر قوة لإلقاء القبض
على القاريء النافر من الكتابة، رغم أن الشعر يشكل ما تنتمي الى السرديات بعد أن عمد
الشاعر إلى الاستعانة بالفنون الأخرى --السينما، التشكيل، السحر، الدين المذكرات الرسائل
الموسيقى،الغناء الرقص، والفنون الشعبية والأساطير والخرافات وما يشتغل على مصنوعات
المخيلة --بإعتبارها نجاة إنقاذ تخلص النص الشعري، عبر تعدد الشخصيات والأحداث وتدمير
الزمن وتغيير الامكنة، من الركود والخمول ومساعدة اللغة عبر توفير الفعل المحرك وصراعاته،
عبر تجاوز محنة لغة الأسماء المنتجة للجماليات، وفي نفس الوقت تشكيل أللغة الداعية
إلى مغادرة اجترار الكتابة وتشابهها،
*****
بلقيس خالد --الشاعرة التي تشتغل بعيدا عن الضجيج داخل الموسيقى تدخل
الفعل السردي الروائي من بوابة القصيدة، ،
هل سنقرا شعرا قصصيا؟ أم سنقرا قصة /رواية شعرية! أم أن هناك ثالث يأخذ
من هذا وهذا! أم أنها سوف تدخل السرديات من بوابة الاختلاف التي تنتمي إلى شكل جديد،
وأن كان منتميا لل--شعردي--
*****
عبر ثلاثة وعشرين نصا، يتقدمها ثلاثة وعشرون موجها تنتمي للشعرية تماما،
قد يمر ببال القاريء حين يقف أمام صورة الغلاف، حيث البن والفنجان، ستدفع أمامه فنون
قراءة الفنجان، هذا الكائن الذي لا تجيده إلا القلة من النسوة المخصصات بقراءة الطالع
/المستقبل، أنه فعل ينتمي للتأمل والتأويل ومحاولة صناعة مخارج وعنوانات للاشكال المتولدة
،عبر إللاواقع المتخيل، التي تتشكل من خلال التحام أو تمزق ذرات طحين القهوة /البن،كائنات
تنتمي إلى الوهم الحياتي مرة و للواقع المتأزم مرات،
****
قد لا يجد القاريء في (لا تستطيع الانضمام إلى الصمت شمس النهار )ص8
كبوابة للكتابة فضاءا مفتوحا بل هناك ما يشبه النفق،
هل كان بإمكان القاريء أن يستفيد من المثبت ص4 (مثل طفل رضيع /يتغير
وجهه /في كل ثانية /قدرنا ) هل تمكن الروائي --إسماعيل فهد اسماعيل--أن يفكك بعض النص
ويوفر طريقا سالكا للقراءة ص7؟ كل هذا لم يستطع القاريء أن يجعل منه عكازة أو سلما
لشيء من القلق والترقب ومتابعة وتعقب ما يشبه الحصار المضروب حول فهمه و استيعابه لما
يقرأ،
هل كانت فكرة الكتابة لدى --بلقيس خالد /الشاعرة --عن السرديات فكرة
غائمة؟ أم أن محاولة الكتابة التي تنتمي إلى المغامرة لم تكن قد لملمت أدواتها،
الشاعرة الإعلامية المهتمة بالشان الثقافي النسوي تدخل حقل الرواية
--حقل الأحداث المتصارعة والوقائع المتقاطعة، والزمان والمكان المتلقيين كل حين، والشخصيات
وتقلباتها، وتصاعد الأحداث والتناقضات وصناعة الحلول --يبدو أن كل هذه التفاصيل من
الممكن أن تتحول إلى الغام، إلى خلايا نائمة، لاشكالات كتابية تواجه الشاعرة، ربما
في اول مغامراتها السردية،
****
هل كانت القصيدة /النص الشعري الذي تكتبه --الشاعرة بلقيس خالد --هل
كانت تعتمد على تفاصيل، واحتياجات النص السردي؟
القصيدة جنس أدبي، والسرد جنس أدبي كذلك وكل منهما له مداخله ومخارجه
وأصوله، لذلك فإن التجربة الشعرية رغم اتساعا لدى الكثير من كتاب القصيدة /الشعراء
أو الشواعر لإ يمكن إلا أن تكون عاملا مساعدا كما الأوكسجين على الكتابة /الاشتعال،
الكتابة السردية لا يمكن أن تقتنع بالشعر كفعل منتج للنص الروائي،
هل كانت الشاعرة بلقيس خالد مهيئة للكتابة / لكتابة السرد. القراءة
التي يقوم بها القاريء وحدها هي التي تثبت أو تفنيذ ما سبق،
****
أن الانتقال من حقل الشعر إلى حقل السرد أمر مشروع، و واقع الحدوث،
وأن تداخل الأجناس تنتمي إلى الفعل الإبداعي حيث تتم عملية الإخصاب النوعي من أجل إنتاج
فعل ابداعي ينتمي ولا ينتمي، فعل يأخذ ما يشاء من الشعر بشرط الحفاظ على موجودات الانتماء
للسردية، وأن يأخذ الشاعر من من السرديات ما يوفر له أكثر من فرصة للتخلص من تحجيمات
الشكل والبنية التي اعتادت القصيدة على الظهور بهيئتها،سواء الموروثات /العمودية أو
المستحدثة /التفعيلة أو حتى قصيدة النثر، فما عاد الشكل يمثل قوة قاهرة، يتوجب عدم
المساس بها ،او تجاوزها إلى شكل آخر، حتى أن طموح الشعراء والساردين في ان يكتب كل
منهما النصوص المختلفة، حتى لدى الشاعر الواحد. إن النسق /النمطية يجب ان لا يكون لاغيا
تماما ،بل إن الاستحداث هو القانون الذي يكاد أن يكون وحيدا من أجل الكتابة المختلفة.
( ثانيا )
--بلقيس خالد --الشاعرة استطاعت عبر الكتابة الشعرية أن تنتج المختلف،
القاريء المتابع للمنجز الشعري من خلال المجاميع الشعرية الثلاث سوف يعثر و ببساطة
على عنصر الاختلاف والتجريب، وعدم تكرار صيغ الكتابة، فكل من تلك المجاميع يوجب اختلافه
جزئيا أو كليا عن سواه،
من تقانة القصيدة /الكتابة فقد كان للتنقيط، أو البياض اكتر من حصة،
هل من الممكن أن يوفر الشاعر لهكذا مفصل تقنية صناعة الفجوات لتمنح جسد القصيدة فرصة
إنماء على يد القاريء للقيام بتحويل البياض /التنقيط إلى نصوص تخصه هو، تضاف إلى نصوص
الشاعر، أي تحويل القاريء إلى مشارك في الكتابة، هذا المفصل تعمل الشاعرة --بلقيس خالد
--على أن يكون ضمن تقانة الفعل السردي الذي تعمل على كتابته ضمن مشروعها الذي يعتني
بالذهاب إلى المختلف، إنها تعمل على تزويد السرد بأفعال الشعر، و بالتالي فإن الشاعرة
لم تتخل عن دورها في كتابة القصيدة من أجل كتابة نص سردي قد لا يختلف كثيرا عن كتابة
النص المفتوح
القراءة مصدر قلق وتساؤلات،
القاريء المتابع لكتابات --بلقيس خالد --الشعرية (انا في هذه اللحظة
شخصيا انتهيت من قراءة العنوان الثالث --على خطوط البن أمرأة تتعلم ثانية --تبدو اللغة
الشعرية كما الغابة، ظلال، سكون يثير الريبة وربما النعاس، ما زالت القصيدة ترمي بعباءتها
على تفاصيل حديث لم تتمكن الشاعرة /الساردة أن تعلن عنها أو أن ولادته لم تكن بعد أو
أن الفعل الشعري ما زال يمارس مفصل التأجيل لما سواه،
هل هناك فعل انقلابي؟ الكتابة وفق هكذا صيغة لا يمكن أن تنتج فعلا سرديا
يعلن عن نفسه ضمن فعل احتفائي،
****
في --ثالثا --زهرة برية في دخان الازياءص18 تعود بلقيس خالد --إلى
--أولا --لا تستطيع الانضمام إلى الصمت شمس النهار ص8 لاستكمال المشهد /الكابوس، ،يبدو
أن الكتابة في هذه اللحظة فعل امتحاني /مواجهة مع القدرات المتوفرة مع حركة الفعل الإبداعي
للسرد،
لقد كان لتداخل الأجناس أكثر من دور في إدارة شؤون الكتابة المنتمية
إلى التجريب، شعراء يكتبون روايات /شعراء إعلاميون، روائيون سينمائيون، قصاصون رسامو
كاريكاتير، ،،شعراء مسرحيون، ،تشكيليون يكتبون القصة، واعظ ديني يعزف على البيانو،
تداخل كهذا يشكل أكثر من دافع لصناعة التحولات ،
*****
هل كانت حركة-- بلقيس خالد --نحو الفعل السردي ضمن الحراك الثقافي الجمعي
المنتمي إلى التنوع ضمن الفعل التجريبي الذي ينتمي إلى ما يسمى المغامرة، ؟ضمن اختبارات
القدرات التي كثيرا ما يمارسها متعددو الاهتمامات الإبداعية، أن افعالا كهذه لا يمكن
أن تحسب إلا ضمن الفعل الإبداعي الذي تنتمي له الكثير من الاهتمامات الكتابية، لقد
استطاع الكثيرون من الأدباء و المثقفين أن يمارسوا الإنتاج الثقافي ضمن اتجاهات كتابية
متعددة،
فالابداع فعل بشري يتمكن عبره الانسان الحائز على المعرفة والوعي والإدراك
من أن يمارس الكتابة ضمن الحقول المتعددة المداخل والمتفردة، فما من حواجز تمنع حصول
أفعال كهذه بسبب انتمائها الكلي لاضاءة الدواخل و الكشف عن المطمورات عبر فعل تكافلي
/تعاوني ينتمي للمجموع وليس للفرد،
****
يبدو أن تنوع المعارف،و تعدد مصادرها ،ومحاولات الخلاص من الانساق الماضوية
وما تستند إليه من ثوابت الدين والتاريخ وما تفرزه ذكوريات المجتمع، وما تمتلك سلطات
الحكومات من قدرات الغائية، هذه التفاصيل و سواها كانت تمثل أكثر من دافع لتجاوز النمط
الكتابي الواحد والذهاب إلى المتعدد،
والمتابع لما يتوفر في الساحة الثقافية سيجد التنوع هذا واضحا فهناك
شاعر /فنون جميلة، وشاعر /قاص، وقاص ناقد، وقاص /مترجم وروائي /إعلامي، و شاعر /رئيس
تحرير، و شاعر روائي ورسام ومترجم، العشرات من القدرات استطاعت أن تثبت امكاناتها في
صناعة المغامرة،
(ثالثا )
هل كانت --بلقيس خالد ---(الشاعرة والإعلامية وأخيرا الروائية )تمثل
جانبا من المغامرة الأدبية التي باتت تشكل بعض قانون استطاع أن يفرض سلطته الإبداعية
على طموحات الكتاب في الكتابة المتنوعة، ؟
هل هي لحظة البحث عن الإبداع؟ شيء من اكتشاف الذات، والتخلص مما ينسب
إلى السكونية، ؟
لقد كان في حسابات --بلقيس خالد --أن تفضح قدرات البن على تشكيل إللاواقع،
هل كان الفنجان /الكوب هو الفضاء الحياتي للإنسان ،؟وما يترك البن على
جدرانه لم يكن سوى عدم الخضوع لحركة المجتمع، --الأفراد والجماعات --للتراتبية،
من الممكن أن يكون الفعل السردي المكان الأكثر قدرة على احتواء تقلبات
الحراك،
قارئة الفنجان في --كائنات البن لن تكون كائنا اعتياديا، بل إن أهم
ما تتميز به --هكذا ارادت بلقيس خالد --هو قدرتها على صناعة الحكي،
قراءة الفنجان /هذا الفعل الافتراضي وبسبب عدم التشابه الذي تتركه محتويات
الفنجان /الكوب، هذا إللاواقع الشكلي، الذي يشكل في احايين كثيرة ما ينتمي إلى الفن
التشكيلي /تلك اللوحات التي تصنعها مفردات الطبيعة على جدران البيوت أو المعتقلات أو
الأسواق --الأمطار، الرياح /الطقس /تقلبات المناخ /تأثيرات الكائنات التي تحيا من إنسان
أو حيوان وآلات، تلك اللحظات التي كثيرا ما اشتر أيها الفنان --شاكر حسن آل سعيد
--
هل نحن /مجموعة القراء أمام نص الصورة التي نساهم في صناعته من خلال
حركة اكفنا، وتلاعبنا نحن قراء الفنجان /قراء المدونة السردية، تشكيلات غير محدودة،
فتحركات مسحوق البن /القهوة تشكل أكثر من دعوة للقراءة المختلفة، إنها بحاجة إلى فعل
تاويلي متفوق، وإلى مخيال شديد الانفتاح على إللاواقع و تحويل فوضى المصادفة إلى واقع
يتمكن من خلاله القاريء من الوصول إلى المضمر من الزمن المتوقع /الافتراضي،
لقد تمكنت الرواية والفعل الثقافي المنتمي إلى التأويل من أن تدخل فضاءات
الممنوع، والكشف عما في عتمة الأقداح من إضاءات اذا على القاريء أن لا يكون متلقيا
فحسب، بل صانعا لتصورات موازية لعمل الكاتبة، أن وجود هكذا قاريء وان كان الفعل القراءاتي
بخيلا به إلا أنه من الممكن أن يكون قادرا على مجاراة الكاتبة /صانعة الفنجان، ، وشخصية
النص /قارئة الفنجان في صناعة التأويل، --الأفعال، والأشكال، والأحداث والتوقعات التي
تنتمي إلى إللاواقع --حيث تكون التحولات فعلا جاريا، التأويل هنا ما هو إلا حركة النهر
الدائمة التغيير،
*****
الكتابة السردية تحاول التخلص من سلطة الشاعرة في الكثير من الصفحات،
فهي /الكاتبة تبدأ أو سواها من شخصيات النص التابعة لها، --يبدو أن شخصيات السرد جائت
بهيئة مجموعة شواعر ---لم تتمكن بلقيس خالد أن تترك شخصياتها أن تأخذ مساراتها الخاصة،
لذلك كان التشبث بالآخر أمرا مفروضا،
فالعنوانات الثلاثة والعشرين لم تكن سوى ما ينتمي إلى الشعر،
هل من الممكن أن يعتبرها القاريء بعض ما يحاكي فن كتابة الهايكو، أو
الومضة، نصوص شعرية لا تنتمي لنثرية السرد، تكاد تكون مستقلة عما يتبعها من كتابات،
ولأن الساردة /الشاعرة تؤكد تشبثها بنون النسوة لذلك سيجد القاريء أن المرأة تشكل معظم
الشخصيات، فللمرأة /لشخصيتها أكثر من دور وأكثر من مهمة في الوقوف إلى جانب الساردة
وإلى الحديث بلغة --بلقيس خالد -- بل إن لفظة ( كائنات /كجمع مؤنث سالم، من الممكن
أن يشمل جمعا للذكور كذلك، كائن /كائنات )
--بلقيس خالد --المرأة البصرية التي تعمل على أن تقول ان مكان السرد
يشكل كائنا مهما بإمكان القاريء البصري خاصة أن يقترب من النص كثيرا حتى خط التداخل،
إنها مكون بيئي في كلية الجغرافيات،
( رابعا )
شعرية الكتابة في --كائنات البن --كائن ينتمي إلى الانثى، لا ذكورية
في كتابة بلقيس خالد، هكذا تنحاز سرديات البن و كائناته إلى جانب قدرات المرأة في صناعة
السرد، وأن كانت الشعرية ضمن المتعارف عليه تنتمي إلى جماليات اللغة العربية، إلى الشفافية
والرقة، إلى الأسماء عامة لا إلى الشعرية الفعلية /المركبة حيث تتم عملية إنتاج الصراع،
حيث تتصاعد القوة المنتجة لتحولات النص، في هذه اللحظة تكون الكتابة بحاجة إلى الفعل
المسرحي حيث تتشكل الأصوات والأحداث والأشكالات، ،
هل كانت شخصيات السرد /كائنات البن تمتلك القدرة على التحول من كائن
شبه ساكن إلى كائن متحرك /صاخب، من كائن شعري إلى كائن يشتغل على إثارة الفتن و المشاكل
و الصراعات وايجاد الحلول بعيدا عن اللجوء إلى الحوارات الداخلية /الملوح،
*****
لقد كان للفعل الخبري المتكيء على لغة شعرية دوره السلطوي في صناعة
الاحساس بعدم الحاجة إلى صناعة العقدة، وتوفير ما ينتمي إلى الدراما /الصراع، أي أن
كائنات البن فعل سردي لا يكاد يخرج من بستان الشعر حتى يدخل حديقة الخبر مما يشكل لدى
القاريء تصورا، من أن الذي بين يديه يكاد يكون نصا مفتوحا، مستعينا بما يتوفر لدى الكاتبة
من قدرات كتابية غير بعيدة عن الفعل السردي المتعارف عليه،
عند الحقل السابع (بذرن بالصوت الحجر /اينعت أغصان الحكاية )ص30 لم
تكتف الشاعرة بالحكاءة الوحيدة ،بل دفعت /عملت على أن تأخذ الشخصيات الأخرى دور الروي
/الحكي، حتى بلغ عدد النسوة الحكاءات سبعا، مع ثلاثة فتيات لم يبلغن الحلم، وكل ما
يمكن ات تقوم به تلكم النسوة والفتيات هو عبارة عن جمل خبرية أو توضيحية،
إنها محاولة لتاثيث المكان بأصوات نسوية على أمل تحشيد عدد من الشخصيات
التي قد تتمكن الساردة من خلالهن توفير أكثر من سبب لصناعة بنية كتابية تنتمي للسرديات،
هل يشكل نبل الهدف و استعدادات الإنسان لأن يضحي، كما يحاول أن يحب
و يعشق، ؟
هل وجود الثيمة /الموضوع مبرر لان يتحرك الفعل الشعري لكي يكون أكثر
من سبب في تكاسل السرد وذبول شجرته ، ،كثيرا ما يكون الشعر كفعل جمالي حياتي قادرا
على قمع تطورات السرد، حيث تتحول الشخصية السردية من كائن فاعل، إلى كائن حامل ،
في الحقل الكتابي التاسع (لص بليد :حدس بني في شفة الفنجان )ص35
كما حدث في الحقل السابع والحكايات السبعة نجد القاصة توفر للقص سبعة
رجال من القوالين،
المتلقي يسمع أصواتهم ولا يرى صورهم ،
يقال في المتداول الشعبي/الميثولوجيا ،--الحركة بركة --الحركة تنتج
المغايرة والاختلاف، و لأن السرد يدخل مرحلة الغياب تحت تأثير سطوة اللغة الشعرية ،
حيث الوصف وإنشاء الجملة، و تشكيل الصورة، فإن حراك النص لم يجد أمامه سوى الانسحاب،
لتحتضر وظائف الشخصيات التي استعانت بها الشاعرة، و لتختصر بالقول والتعليق والتبيان
،و توضيح الأمر،
النص المكتوب مصر على البقاء في حوض الشعر، وغير راغب في الدخول في
لب الموضوع، و بصناعة الفعل السردي الذي يعتمد على الحدث المتصاعد ،
******
التفاصيل السردية التي يجب أن تتوفر كحاضنة لانتاج الأفعال السردية
لم تكن هذه التفاصيل عصية على البروز والظهور بين يدي --بلقيس خالد، --إلا أن الشعر
عامة عبر امتلاك الشاعرة لتجربة من الممكن أن نقول عريضة وعميقة في المتابعة والقراءة
والكتابة، تكاد تشكل هذه التجربة --بل هي تشكل فعلا --سلطة إلغاء وقمع بمواجهة رغبات
و طموحات الشاعرة في الوصول إلى نقطة تشبه التقاطع تنتمي إلى حط الشروع بمغادرة الشاعرة
للشعر و الدخول في النثر السردي، هذه السلطة وقفت وبشدة لتدفع ببلقيس خالد إلى النثر
الشعري أو النص المفتوح...