إعداد وتقديم: توفيق_أبوخميس/ الاردن

إعداد وتقديم:

توفيق_أبوخميس/ الاردن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

أهلا ومرحبا بكم أحبتنا رواد #هايكو_الأردن في الحلقة الثالثة من سلسلة حلقات فقراتنا الجديدة " قَطُوف يَانِعَة " والتي سنقتطف بها بعض الدرر من أحد الإصدارات الخاصة بشعراء الهايكو في الوطن العربي.

وحلقة اليوم مع ديوان " دقيقتان ودقيقة واحدة " للأديبة والشاعرة المبدعة / بلقيس خالد - العراق.

بلقيس خالد شاعرة عراقية من مواليد مدينة البصرة، موؤسسة منتدى أدبيات البصرة الذي يعتبر أول منتدى ادبي نسوي تابع إلى اتحاد ادباء وكتاب العراق فرع البصرة، تعتبر أول اديبة عراقية بصرية تـُـــرشح وتفوز في أنتخابات رئاسة اتحاد الادباء والكتاب في البصرة وتتسنم منصب مسؤولة اللجنة الثقافية في الاتحاد عام 2019. رصدر لها خمس كتب " امرأة من رمل .. بقية شمعة قمري .. سماوات السيسم .. كائنات البن .. كتاب دقيقتان ودقيقة واحدة / نصوص هايكو " بلقيس خالد استمرت واستطاعت ان تقدم أدبا مختلفا ومتميزا خرجت به من الاطار الضيق المفروض على المرأة والحركات النسوية إلى افاق واسعة، تعتبر بلقيس خالد أول شاعرة واديبة تشارك في

انتخابات اتحاد أدباء البصرة

ديوان الشاعرة العراقية بلقيس خالد بعنوان (دقيقتان ودقيقة واحدة) وبعنوان فرعي ملفت ألا وهو ( هايكو عراقي )

هذا الديوان مقسم إلى (٢٣) باباً ومن (١٢٠) صفحة صادر عن دار المكتبة الأهلية/ البصرة ٢٠١٩ .

وإذا قيل بأنّ ( الصورة خير من ألف كلمة )، فقد أضافت بلقيس خالد من خلال قدرتها المتميّزة على اتقان فن تصوير اللقطات في قصائدها ، بصمة تشكيليّة رائعة لمنجزها الشعري الجديد ، إذ نقلت لنا الواقع بلغة فائقة الروعة والتعبير ، جامعة بين الشعر الذي يُعدّ خطابًا سمعيًّا ، وفن التصوير الذي يُعدّ خطابًا بصريًّا ، ممّا يدفع القارئ إلى التأمّل وليس فقط الإعجاب بما كتبت ، فكان الشعر عندها بحقّ ( رسم ناطق ) كما يقول سيمونيدز ، مشيرًا إلى فنيّة وجماليّة تداخل فن التصوير مع القصيدة الحديثة ، أنّها قصائد تدعو إلى التأمّل ، وتبعث على التفكر والبحث ، ومنذ مفتتح المجموعة الشعريّة كانت الدمعة والذكرى الحزينة والانتظار حاضرة وبقوّة ، حضور متّشح بالحزن .

وعلى الرغم من أنّ الصلة بين ( الزمن والذاكرة ) تبقى صفة مخصوصة بالجنس البشري ، الذي يمتلك وحده ملكات خاصة بالترميز والاتصال ، إلا أنّ شاعرتنا ، ولأسباب دلاليّة وجماليّة ، أنسنتْ كثيرًا من الأشياء والموجودات والكائنات المحيطة بالإنسان ، فجعلتها تتقاسم مع الجنس البشري خاصيّة التذكّر ونسج الحكايات ، فللحجر حكايات ، وللبساتين حكايات ، وكذلك للصحراء ، وظلال الأشجار ، وضفاف الأنهار وهذا ما سوف يلمسه القارئ في النصوص الآتية :

قالت: لا..

وفي كف أبيها تركت

أثر وجهها.

🍁

بعنقه..

يحمل شاهدة قبره

الجندي.

🍁

الحجرُ حكاياته بيوتٌ

يروي أهلها سرّه الدفين

في زينة النساء

🍁

كم من الحكايا

في ذاكرة ضفةٍ

تركها النهر

🍁

أسطورةٌ أخرى للعشق

تحكيها

ظلالُ شجرةٍ

🍁

تعودُ أنتَ .. وأظلّ حائرةً

لماذا لا أراها

: عودتي لذاتي ؟

🍁

لم تكن بيضاء

الورقة التي حملت

أقدارنا

🍁

أتحرّكُ كثيرًا

كي لا أضيّع في فوضى

الظلال الغريبة

: ظلّي

🍁

قمرٌ

يتأمّل ظلمةَ الأشياء

: حيرتي

🍁

لا أحد يراها

أقراط أرتديها للزينة

تحت حجاب

🍁

من العزاء تعود إلى بيتها ،

تتفقّد خزانة الأدوية

: المرأة الوحيدة

🍁

: جدّتي .. كم عمرك الآن ؟

سكتت ..

لتعدّ جبهات القتال

🍁

مع أبنائها تحترق

وهي تركض

حافية معنا

🍁

نظرة حائرة

كلّ ما تركه المُهاجر

لأمّهِ

🍁

آلام كثيرة في

هذا الوطن

ولا صرخة ولادة

🍁

كلّما لويتها

بكتْ

ثياب بلّلها المطر

🍁

يبحثُ النهرُ عن وليمةٍ

طفلٌ عارٍ ، ركضَ خلف بطّةٍ

شاءت أن تستحمّ

🍁

تأوّهتْ ثمّ انصرفتْ

فكرةٌ

لم أدوّنها

أخيرًا .. فإنّ القارئ للمجموعة الشعريّة ( دقيقتان ... ودقيقة واحدة ) للشاعرة بلقيس خالد يشعر أنّه يقف أمام شاعرة تبحث عمّا يميّزها عن بقيّة الشعراء ، وأنّها تحمل بين جوانحها وفي ذهنها مشروعًا شعريًّا منفتحًا على الطبيعة والإنسان بكلّ يوميّاته وتفاصيله وهمومه .