قراءة في ديوان امرأة من رمل/ الشاعرة
بلقيس خالد
الكاتب القاص ربيع عودة
لقطات مكثفة تتشكل-لوحات فنية- تتوزع على صفحات
الديوان.المرأة فيها هي الموضوع كما هو الحال في سياق مقدمة الاديب الناقد مقداد
مسعود وهو يلتقط هذا المعنى في قصيدة ومضة صفحة 14
(في الربيع بين وردة وشذاها
صرت
زوجة
وأما
و..أرملة).
ربما يجوز لي ان اقول
في هذا النص خلاصة شخصية الشاعرة-بلقيس خالد-
في وحشة
التقط ذلك التلحف في قول الشاعرة:
(لاضوء..
يجمع سرب
فراشاتي..
هي ظلمة خانقة
وثمة جندب.. يعزف لانثاه
فيشجيني..)صفحة 13،
تلك هي اللهفة التي تكشف عن نفسها في هذه الاستعارة
الجميلة
ماهذا الاصرار والمكابرة من امرأة صادقة المشاعر وهي تقول:
(لن ابكي.. حتى تحضر
مافائدة
ذرف
....
دمع: لن تراه)صفحة 15.
(رسالة)
بحق انها برقية تفسر ذلك العطاء المتمثل في ميوعة:
-قطعة زبد في يوم قائظ-
(اطمئن..
لم يمسنا الحصار
:بسوء
حين قصدتُ أخاك
من قطيع ابقاره
اهداني
قطعة زبد
في..
يوم قائظ)
وكأني امام امرأة تغترف الماء بغربال.
وهكذا هي:
برقيات متوالية اختصرت المعنى بكلمات وجيزة موفية
بالغرض. فكل برقية لها خصوصيتها في الموضوع والمعنى، بين كلماتها معاناة مستترة
نرى صورها كلما اغمضنا عيوننا..!
انتظار، تسامي، وصف، طيبة البصريون، حزن بكامل
قيافته...،
ووصف بالمقلوب في (حفيدتي)صفحة 24.
(خلف ستار النافذة
يختبئ النور
يشاكسه هواء المروحة
بين الحين والاخر
يبصرني.. ويختفي..)
انها دقة التصوير والتجديد بكلمات معدودة ترسم لوحة من
ضياء متحرك حيّ.
في (ثقب)صفحة 25،
(في حجرتي المظلمة
صوت القصيدة ينادي:
ألبسيني ثوب النور
المح عين النور
تثقب الستار
فتحترق القصيدة..)
توهج شاعرة حيث ولادة القصيدة
حين تلبس ثوب النور-الصيرورة-..
تحترق القصيدة..
كما تحترق الشاعرة انه التوهج.. وهذا يذكرني –بكولن ولسن-
(ليتني ارى نفسي وانا اكتب..)
ويقول جبران خليل جبران:
(سلام لك ايتها الشفاه
تتكلمين عن العسل وفيك مرارة الحنظل)
وفي (اهداف ناعمة)صفحة 26،
(ناعمة هي الامطار
ولكن باستطاعتها..جرف جبل هش..)
انه الطوفان الذي يجرف الهشاشة بحجم جبل..، وهذه شهادة
على صدق القطر الذي لا تصمد امامه الهشاشة.
اما في (وخزة)صفحة 28،
(مسكين..
تتعذب..
تعذبني..
تؤنبني..
احتمل..
لانك ضميري الذي لا يغفو..)
ترسم الشاعرة عمق انساني متحرر.. وتحامل لانظير له كونه
آت من قوة الضمير.
(تعبئة)صفحة28،
معنى متلازم تماما مع عنوان الديوان-امرأءة من رمل-
فالشاعرة تقول:
(في قربتي:كلمات فارغة
أخرجها
لأعبئ فيها..
رمل
حنجرتي..)
(قلب)صفحة 30،
(تركل..
تضرب..
ترتشف..
تسترجع..
تهز جدار اضلعي
مثل كرة (الشكواس)
فاعزي النفس
يجب ان احيا بضرباتك..)
اذن لا غنى للقلب ومكنوناته التي عبرت عنها الشاعرة –بالألم
اللذيذ..المنتج.