من لوحات شمس والمجنون
-خارج العين..داخل اللوحة-
بلقيس خالد
كان.. منشغلا في تشذيب شجرة القلب الدامي..على غير عادتها.. عالية..متمردة الأغصان..كانت.
تعب..،
يابسة الريق..: فرشاته. كلما شذب غصنا.. تفرعت عدة أغصان..
تمرد الأغصان..: متاهة.. تخنق أنفاسه..
كان..تائها..
حين سمع صوتا خافتا يترنم بأغنية..، ترك فرشاته..، فتش المكان.. الأغصان.. متمردة.. متجاوزة.. متشابكة، تحجب الرؤية..
نزيف ال... شيئا فشيئا يدفع رئتيه إلى سكينة...
مد يده.. برفق محاولا إزاحة ما يستطيع من الأغصان.. عن ناظريه.
الأغصان تتزايد..، القلب.. تتزايد صوره النازفة، كثافة الألوان تتزايد..، المتاهة..تزداد عتمة..
عتمة.. خانقة.
قلقٌ..
مرتبكٌ.. يبحث عن مصدر الصوت..
شيئا من الضوء..سطع في سماء..اللوحة: شمعة..ربما
قمر..أعاد للعين ثقتها.
نظر..ركز النظر.. طيف.. فوق الرصيف..
: أنها..
أنها هي..
هي..شمس.
لم يكن.. ثملا حين مالت به الخطوات.. على إيقاع صوتها.
ذات الأغنية..عزفت حنجرته.
غير آبها لحرمة أي صمت..
هواء بارد يحرك الأغصان، تنساب دوائر الصوت .. يصل مسامعها.
لم ترفع..طرفها..
كانت .. نظراتها منشطرة بين اللوحة ومنضدة الألوان.
عاد إلى.. اقتطف.. زهرة دامية.. أيضا..
حاول..
يحاول.. رشق شمسه..
عسى.. بنظراتها.. تتلمس.. وجوده.
.. ابتسم حين رأى فرشاتها.. ترسمه محاصرا بشجرة القلب الدامي.. متمردة الأغصان.. وتترنم بأغنية.. طالما غناها معا:
(ياهل خلك من شاف ولفي واعرفه طلع خاين ذات ماعنده وفه)