بلقيس خالد
لا يحتاج
الرازي تعريفا.. فهو الذي يقال عنه (لا يتنفس أحد بين يديه) لعظمة هيبته.
طلب
َ الرازي من تلميذه العلوي أن يصنّف له كتاباً لطيفاً في أنساب الطالبيين،
فصنف
التلميذ لأستاذه كتاب (المنصف الفخري) وحين ناوله، نزل الرازي عن مقعده
وجلس
على الحصير، وطلب من تلميذه أن يجلس على المقعد، فرفض التلميذ،
يخاطبه
الرازي صائحا : أجلس حيث أقول لك.
يجلس
العلوي مرتجف الأطراف
.الرازي
يقرأ وهو يجلس على الحصير بين يدي التلميذ،
الرازي
يستفهم التلميذ عما يستغلق عليه وحين انتهى من الكتاب
الرازي
يخاطب تلميذه العلوي: أجلس الآن حيث شئت.
فأن
هذا علمٌ أنت أستاذي فيه،
وأنا
أستفيد منك وأتلمذ لك.
ومن
الأدب أن يجلس التلميذ بين يدي الأستاذ..
اللطيف
في الرازي لم يعظ تلميذه في البدء، بل استعمل الأداء المسرحي
في تبادل
الأدوار، ليمنح من خلال تلميذه، درسا عظيما في التربية الثقافية
هنا
صار تبادل الأدوار، المعلم صار تلميذا والتلميذ أدى دور المعلم مرتبكا
خلافا
للمعلم الأكبر الرازي الذي مثّل دور التلميذ النجيب، والمؤثر بين الاثنين هو الشخصية
الرئيسة : الكتاب .
..........................
من كتاب
(الوافي بالوفيات) عرض أقل