المرأة
البصرية وجود ثابت ومشهود..
بلقيس خالد: تغيب دور المرأة المثقفة كان حافزا
لانبثاق منتدى اديبات البصرة
حاورها . احمد طه حاجو
المرأة العراقية
بصورة عامة والبصرية بصورة خاصة وعلى مر الازمان لم تكن هامشية بل كانت متصدرة
المشهد وان حاول البعض تهمشها فكانت الداعمة لأخيها وابيها وابنها وزوجها الرجل
وكانت صمام الامآن في فترة الحصار والحروب التي مرت على البلد فالعراق بلد
المتغيرات لكنها الوحيدة التي بقيت متمسكة بأصالتها وبقيت المضحية والفانية عمرها
لينعم الرجل اما في المجال الثقافي كانت المرأة لاعبة لدور مهم ومؤثر وعلى كافة
الأصعدة، بلقيس خالد رئيسة منتدى اديبات البصرة في اتحاد الادباء والكتاب
العراقيين في البصرة كان لنا هذا الحوار الخاص حول تفاصيل إقامة هذا المنتدى .
*بطاقتك التعريفية الكاملة؟
هذا النوع من الاسئلة
أصيبت بالعطل مع الفضاء الشبكي ، لأنه بإمكانك ان تكتب اي اسم حتى تحصل على نظام
معلوماتي كامل عن المسماة أو المسمّى ..وباختصار:
لدي ثلاث مجموعات شعرية :(امرأة من رمل – دار الينابيع – دمشق –
2009) (بقية شمعة : قمري.. هايكو عراقي – دار الينابيع – دمشق – 2011) (سماوات
السيسم – دار ضفاف – دولة الامارات المتحدة – بغداد – 2013) كان لدي عمود اسبوعي
في جريدة الملتقى البصرية (في حافلة نقل الركاب ) انشر نتاجاتي في الصحف العراقية ومنها
طريق الشعب ومجلة الثقافة الجديدة ومجلة فنارات،.. وتكون مساهماتي في مهرجان
المربد ضمن هيئة تحرير جريدة المهرجان ولدي مخطوطات في الشعر والقصة .. وحاليا
اعمل محررة في مجلة (صاد) تصدر عن منظمة
البصرة للثقافة.
*ماالذي دعاكم لاقامة المنتدى النسوي
؟
_لابد من مشاركة المرأة في الحراك الثقافي.. فنحن ومن خلال كل
الانشطة الثقافية في البصرة نجد ان دور المرأة يكاد ان يكون ضئيلا. وان وجدت امرأة
في نشاط ما ستجدها لائذة بخجلها البصري في مجتمع ثقافي ذكوري بامتياز.. رغم ان في
البصرة الكثير من النساء المثقفات المنتجات ولكن لا دور لهن خارج حدود ماتؤلف من
كتب.. لا صوت مسموع لها خارج غلاف الكتاب. لو تلاحظ انتخابات اتحاد ادباء البصرة
لاتوجد فيها سوى امرأة واحدة في حين عدد الادباء (240) أديباً ، وللعلم فقط ان في
البصرة الكثير من الاديبات ولديهن نتاجات مطبوعة في الشعر والسرد ولاندري لماذا
يغيب دور المرأة. وايضا حين حضرنا احد مهرجانات السينما والمسرح فوجئنا بشباب
يقومون بدور النساء لماذا..، ومن خلال الحوار الذي أجريته مع الشباب المسرحيين
علقوا عدم وجود المرأة الفنانة على شماعة المجتمع والعادات والتقاليد وتلك من اوهن
الحجج. فالبصرة مدينة رغم مانالها من غزو ريفي تبقى مدينة لها سماتها وخصوصيتها
المدنية.. ولكن ثمة حذف متعمد لدور المرأة المثقفة الحقيقية. وايضا حين حضرنا
احتفاء في نقابة الصحفيين فوجئنا بغياب المرأة الصحفية وحين طرحت سؤال اين
الصحفيات كان الجواب موجعا اذا لم توجه دعوة لهن. لماذا: سؤالي الثاني، كانت
الاجابة ابتسامة فاترة. لا اعرف مغزاها. هذا التغيب المتعمد لدور المرأة المثقفة
هو الذي حثنا على تأسيس هذا المنتدى وانا ومن خلال هذا الحوار اتوجه بالشكر الجزيل
الى اتحاد ادباء البصرة بهيئته الجديدة فهم اول من آزر فكرتي وبادروا للوقوف معي
على تأثيل منتدى اديبات البصرة ،ولا يعني الاسم ان المنتدى منغلقٌ على نفسه بل هو
حاضنة ثقافية لكل مثقفات البصرة وهو ايضا منفتح بإنشطته لرفد الاتحاد بإلانشطة
الثقافية
*ماهي البرامج التي سيتضمنها المنتدى ؟
_ طموحنا اكبر من ان نكتب.. ولدينا خطة عمل جادة ورصينة.. ستعلن في
حينها من خلال جهودنا أنا و زميلاتي اديبات البصرة .
* هل تجدين معوقات في عملكم حاليا ؟
للتو بدأنا ..!! خطوتنا الاولى واقصد بها تأسيس المنتدى وقد لاقت
ترحيبا وتشجيعا كبيرين ونأمل خير في المقبل من الخطوات.. تفاءلوا بالخير تجدوه .
*هل تشعرين بان المرأة البصرية ستثبت
وجودها من خلال هذا المنتدى؟
_ المرأة البصرية وجودها ثابت ومشهود لها في كل ميادين حياتنا
اليومية بدءا من ورقة (الكمية) حيث ستجد اسمها بنسبة تتجاوز الخمسين بالمئة ومرورا
بمنظمات المجتمع المدني ولنتوقف طويلا عند المرأة خصوصا بعد ربيع 2003 فهي في تألق
دائم.. في الادب من خلال الاصدارات الادبية وفي الصحافة وفي القانون والطب
والسياسة وفي التعليم.إذن علينا ان نعكس السؤال : هل يستطيع المنتدى ان يثبت وجوده
أمام هذا الثراء الذي تمتلكه المرأة البصرية ؟
*ما تقييمك لوضع المرأة البصرية
والمرأة الشاعرة والاديبة تحديدا في الوقت الحالي ؟
_ امرأة لها رقة الازهار
وقوة الفولاذ وهي تمضي قدما لتحقيق وجودها من خلال مشاركاتها في الحراك الثقافي،
لها الحضور الاجمل في المكتبات من خلال الاصدارات الادبية والعلمية والفنية،
السياسية، الاجتماعية. رغم قسوة النهارات لهمتها ضوء الامل . تراها تقيم معارض
الرسم، تدير انشطة منظمات المجتمع المدني وتدافع عن شباب المظاهرات، ولها مشاركات
مستمرة في اعتصامات وتظاهرات يوم الجمعة
هل هناك نية لديكم بأستضافة اديبات من خارج المحافظة وشخصيات عربية ؟
_نعم فذلك من ضمن ماجاء في ورقة عملنا.. ولكن مازلنا في ضبابية
شفيفة بخصوص الدعم المادي.. فلابد من التداول بخصوص الضيافة مع الهيئة الادارية
لأتحادنا في البصرة والإصغاء للمسؤول المالي والاداري ...ذلك بخصوص الشخصيات
العربية. اما زميلاتنا من المحافظات..فبيوتنا مفتوحة وقلوبنا ايضا وذلك يعني موضوع
استضافتهن أيسر وبالطريقة هذه تتدفق العلاقة الثقافية والاجتماعية بيننا كأديبات
عراقيات
..
*ببرامجكم المستقبلية هل هناك نية
لعمل ورش لتطوير مهارات الشابات البصريات ؟
نعم..
فانا سبق واجبت على سؤالك الثالث من هذا الحوار واكرر هنا ايضا: لدينا خطة عمل جادة ورصينة. وحبنا للعمل لايصلح للمباهلة بل هو
القوة الدافعة في كل خطواتنا.. لا نريد التعكز على حرف السين الذي يسبق الكلمات.
لذا اكرر واقول برنامجنا يعلن في حينه
ما الرسالة التي يحملها المنتدى بطياته للمجتمع؟
_ المرأة قادرة على ان تكون اديبة جادة ذات هم ثقافي تحمل مسؤولية
جيلها بامانة للاجيال القادمة. ووجه حقيقي مشرف لمدينتها ووطنها. كما هي خطوة
واثقة نحو الارتقاء بواقع المرأة المثقفة واثبات وجودها ومشاركتها في بناء ثقافة
حقيقية تليق بنا وبمدينتنا
*كلمة أخيرة ؟
_ الكلمات لها بداية ، لكن لا نهاية للكلمات بل (للكلمات أبواب
وأشرعة) كما عنون احدى مجموعاته الشعرية فقيد الثقافة العراقية الشاعر الكبير رشدي
العامل، والأبواب تجعلنا نتنقل بين الليالي الألف والأشرعة تتماوج في مياه بحرنا
البصري شط العرب ..لاكلمة أخيرة بل ثمة أريكة للكلام بين اخضرار فضائين من سرد
وشعر ، للسرد نون المبهجات من الحكايا وللشعر باء البوح في زيادة التأنيث في مؤنث
القصيدة ..وكلا الفضائين بحراسة النخيل ويوكالبتوس الكورنيش، فالأرض والرواية
واللوحة والقصيدة و.. كلها ملكيات أنثوية صرف ...فدعونا نرسم حياتنا خارج عتمة
الفحم وهشاشة ذلك الحيادي الرمادي ربما نحصل على يوم بشفافية حبة عنب ..
بلقيس خالد
الحوار منشور في مجلة صاد