بلقيس خالد

الموقع الرسمي للشاعرة والروائية بلقيس خالد

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

تقاسيم الليل والنهار /الشاعرة بلقيس خالد .. تعزف ألأخضر والأبيض على أوتار قصيدتها




تقاسيم الليل والنهار /الشاعرة بلقيس خالد ..
تعزف ألأخضر والأبيض على 
أوتار قصيدتها

مقداد مسعود


تتعامل الشاعرة بلقيس خالد مع اللون بأندراج متأن، يتضح ذلك لمن

 تقصد أو يقصد بيتها الشعري،أعني..(أمرأة من رمل) مجموعتها

الشعرية.. حيث تستقبلنا ب(حزمة ضوء)

وهي مجموعة من قصائد(الهايكو) المشبعة بالمحلية العراقية..الضوء هنا

 كثرة(حزمة) وحين نتأمل في القصائد نراه المحذوف والمرتجى المؤمل

 الذي تنتظره الشاعرة،وقد لايكون مرئيا لكنه محسوسا 

بالنسبة للذات ألأنسانية الواعية لشرطها ألأجتماعي

وهذه عينة ...

.في الهايكو المعنون(وحشة):

(لاضوء...
يجمع سرب
فراشاتي..
هي ظلمة خانقة
وثمة جندب.. يعزف لأنثاه
فيشجيني...
............).

كأن الضوء سلك تنتظم به الفراشات..

الفراشات في حيرى..الجندب يبرم اوتار الظلمة ويعزف عليها..ذلك

 العزف الذي ينشط الرهف لدى الذات ألأنسانية في عزلتها..ألأيمكن أن

 نرى في العزف ايماءة ضوء شفيف؟! وستعاود الشاعرة العزف على

 قصائد/هايكو عراقي (أوتار بكماء) خارج هذه المجموعة تشتغل هذه

 النصوص على ألأختزال المكتنز بخصوبة المعنى وألأنزياحات

في هايكو(بصريون) تتفعل أتصالية بين ألأسود المخفف(الظل) وبين

 ألأخضر:

(لترتفع خيمة النخيل
تحت ظلالها
نتقاسم الطيبة)..

وألأخضر يكون مرتهن ب(دعاء مؤجل):

(صاح ملتاعا: تدعو لي أمي بأخضرار الدار).

وثمة حركة لذيذة بين النور والظل الشفيف:

(خلف ستار النافذة
يختبىء النور).

في هايكو(ثقب):

(في حجرتي المظلمة
صوت القصيدة ينادي
ألبسيني ثوب النور
ألمح عين النور
تثقب الستار
فتحترق القصيدة
..................../ص25..).

نلاحظ أن ألأحالة التكرارية على مفردة (النور) له دلالته الموحية.. في

هذا الفضاء المغلق.وتعاود الشاعرة ألأشتغال الشعري في هايكو(قميص)

 ضمن مفصل(تقاسيم الليل والنهار):

( الليل أعمى
الذكريات
في الظلام مطويات
أي قميص
يعيد اليها النور؟
/ص55).

حيث يكون للقميص دور المفتاح لشفرة الذكريات في طياتها،وفي ذات

 الوقت فأن مفردة قميص تتغذى من مرجع ديني/سورة يوسف:

(اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا.../93)

والعمى هو الطرف ألأساس في الهايكو(الليل أعمى)

أن ألأتصالية بين الصوت /الصدى،تستحيل على يد الشاعرة بلقيس خالد

 الى تجل صوفي الرهافة..يتسامى بوحدانية النور:

(أنني...
ظلمة
وبنور عينيك
أغدو قمرا).

وفي النسق الثاني،تغدوا الظلمة صوفية النقطة والنور كأنه خط ألأعتدال

 الذي تقف عليه الزيتونة

وكقارئ يبرق في أفق استجابتي السيد المسيح وهو يهتف(أيكم رأى نورا

 أسمه ظلمة أو ظلمة أسمها نورا) ومن نسيج نور مماثل تؤثل القصيدة

 نسقها الثاني :

(نقطة أنا
حين لامست خطك
أنبثقت شعاعا
يعانقك ألأفق
تضيىء بك ألأسماء)

في النسق ألأخير يكون للنقطة نبض قلب أنتهكه السواد،نقطة تجالد

 لتنغمر في البياض:

(أنني قلب ثقبه الظلام
وبنور عينيك: أغدو قمرا/86)

في(هكذا حدثتني زهرة الماء) ثمة أحتفاء باذخ بالحياة ،سيادة اللون

 ألأخضر يلامسها القارئ

وتغمره بنداها :

(ظل النخيل:خيمتي
عبق آلآس:أنفاسي
لون الحناء: لوني/78)..

تحاول القصيدة توظيف آلية المنولوغ،وهي ضمن آليات السرد..يتضح
 ذلك عبر تكرار قراءة القصيدة


الملاحظ في مفصل(حزمة ضوء)..

أن الفضاء المغلق :تتكدس فيه الظلمة عبر الهايكوات التالية:

(وحشة) (انتظار)(حفيدتي)(ثقب) والظلمة تغلق الفضاء المفتوح :

(كلما صهل البرق
في ظلمة سمائي 
أغمض عيني
فأرى الكآبة
بكامل قيافتها )

وسيتكرر ذلك في المفصل الشعري

(تقاسيم الليل والنهار) وتحديدا في(عزف)

فمن أتصالية تضاد بين ألأخضر وألأحمر تكون سيادة ألأسود البغيض:

(كلما تعزف الحرية على ألأشجار
ينبجس اللحن
أحمر....
أحمر....
أحمر....
تمد ألأرض مائدتها
يرقص الغراب...
أستعدادا لنهش الثمن..
................).

نحن هنا أمام نص تشكيلي وحركة المشهد بترميزاته وعلاماتيته يخلق

 لدى المتلقي هاجسا لونيا لا يقوده لغير ألأيقاع اللوني في
 اللوحة..وتوظيف الألوان المتضادة :عبر المسكوت:لون الحرية /لون
 ألأشجار/ لون الغراب

أما المعلن فهو لون واحد يتكرر ثلاث مرات

:أحمر
أحمر
أحمر

ويمكن ان نقرأ التكرار هكذا

أحمر-------:بياض الحرية
أحمر-------- أخضرار ألأشجار
أحمر-------- سواد الغراب

في قصيدة (70) ثمة أتصالية الواحد/ الكثرة:

(رجل
:مجموعة ألوان في انسان/87)

حسب عبد الرزاق الجبران*- طالما أن ألأسماء ذاتية تمثل ماهية أشياءها

وطبيعتها ونوع وجودهاوغايته

فهي اذن من تحدد أحكامها ومايليق بها من قوانين

فحين تزيح صفة رئيسة من كائن حي ،فأنك سوف تثبت فيه أسما مغايرا

 من جراء ألأزاحة:

(جرد..........
جرد السعف من خضرته
جرده من أسمه
سميه جريدا
ثم صيره حبسا
تزج الطيور فيه/91ص/قصيدة قفص).

ركزت القصيدة على ألأزاحة اللونية،وصيرت منها :مهيمنة القصيدة.

وألأخضر لاتراه الشاعرة بلقيس خالد ببعد واحد، بل هو لونه يشير الى

 دلالات ثرة:

(دائما يقصدني النهار محملا بأشجار الحكاية
للنهار:ضجيج أخضر
وحده النهار: من يحمل همس الليل
:صياحا أبيض.
الظلمات:كلما تحيك عباءتها
ينفض غزلها الصباح)

نلاحظ ثمة عروج نحو خصوبة البياض في النهار أو في الليل.

وحين يختلفان..النهار والليل لمن ألأولية في أستقبال اول عائلة بشرية

 سيكون مسك الختام: (شجرة التين)

وهكذا تكون السيادة لديمومة الحياة .

...................

تقاسيم اليل والنهار: فصل من كتاب امرأة من رمل لشاعرة بلقيس خالد الصادر عام 2009 عن دار اليانبيع دمشق.

عن الكاتب

.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

بلقيس خالد

google-site-verification: googlee09bc7865ace1b6b.html