المجنون.. يتأبط نعليه.. وبأسنانه.. أقلام من دشداشته، يركض.. ويتعثر،صائحا: الورد يغلي في خدي شمس، أصابعها: مياه صالحة للسكر، ثوبها: حديقة عمودية.. لماذا الصحراء.. قفص المجنون؟.
..........................................
...........................................
-قال: رسمتني جدارا..
على كتفي ياشمس أرسمي
: لوحتكِ..
-رسمته سلما..
قال: ارتقي..
ارتقيني ياشمس لأكون بك طويلا.
-رفع يديه عن عينيها ..
:انظري ماذا رسمتك
نظرت.. متنهدة ..
:محجوزة في ليل..! لماذا رسمتني قمرا؟
همسها وهما يتأملان رسوماتهما.. حياهما نسيم يتثنى.. رقصا،وحناجرهما تغرد أغصان فيروز. ثم..على طراوة العشب استلقيا وفي يد كل منهما حجر مسنن ..الحجران يبثان لوحاتهما على صفحات الصخور المترامية ...:
- إذا..خرجت من الحلم ودخلت اللوحة من بوابة فرشاتكِ،عبر سنا برقكِ ولم استطع الخروج ... ماذا تفعلين؟ ..
- لن أتوقف لحظة واحدة،سأتابع مسيري نحوك وادخلها...أليست هي العالم الذي عشقناه،قبل أن نرسمه؟
هي اللوحة وهذا بابها،وأشارت بهزة من يدها إلى ذلك الحجر المسنن.
- لاتسمح ... لكِ ... بالدخول... أجابها.
- لن اسمح لأملي النابض لقربك بالتوقف.. إذا أغلقت اللوحة أبوابها.. الألوان حصاني.. سأطير على جناح اللون وأهبط بسلام في لوحتنا الآسرة ..
- لن تسمح لكِ اللوحة، ماذا تفعلين. قال متسائلا؟.
- سأمكث قبالة اللوحة حتى تشرق لي منها أو...تغرب حمامتي.
.................................................. .....
.................................................. ...
- وأنتَ ماذا تفعل إذا احتوتني اللوحة وأغلقت منافذ الألوان علي ولم استطع الخروج؟! تساءلت وهي تميل برأسها غنجا..
دون تردد أجابها واثقا مبتسما: اكسر الإطار... لنمتشق الأجنحة ..
وبعد مرور..
في الجانب الآخر: شمس ..
كل يوم تمسح الغبار عن زجاج نافذته، تتأمله.. تهمسه : ما يشغلك؟؟
لم يلتفت أليها.. لم يرتشف قهوته...أصابعه ملطخة.. ذات يوم وهو يستريح من فرشاته، رفع رأسه... رآها تقف وفي يدها منديل... أحنى رأسه مبتسما، يشكرها..
ركضت صارخة: اللوحة تبتـ......سم.!