بلقيس خالد

الموقع الرسمي للشاعرة والروائية بلقيس خالد

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كتاب " امرأة من رمل "


 بلقيس خالد

امرأة ٌ من رمل


                                                 قصائد





المقدمة

امرأة من رمل: تزرع الندى
يحضر الرمل بالقوة في حياة المرأة العراقية، وحين تعلنه شعريا، فهي تسعى لفضح مؤثراته في البنية الاجتماعية.والرمل في قصائد الشاعرة بلقيس خالد، كائن سلطوي يهشم حياتنا ويهمش ما تبقى منها،
ويباغتنا على هيئة كابوس/ يمسخ الربيع، ويجرد الوردة من صفاتها:

(في الربيع

بين الوردة وشذاها

صرت

زوجة

وأما

و....أرملة) –قصيدة-

وحين تقشر الفتاة وردتها، بحثا ً عن السعادة تكون وجها لوجه مع حالة افتراس:

( أفتشها بحثا عني

ورقة ً

ورقة ً

حتى انتهت أوراقها

كشفت عن فك ٍ

يهم بافتراسي/ لا شيء أمامي / سوى/ زهرة/صلعاء) من قصيدة بداية ونهاية.

نرى المرأة في قصائد الشاعرة، ابنة هذه اللحظة العراقية المحتدمة: امرأة مستلبة في وطن، حولته وتحولهُ الأنظمة الشمولية، في طبعاتها المنقحة الى آتون دائم، فتخرج المرأة صارخة

(هذا الذي تحت نعلي وطن)

من منظور معين، يمكن للقارئ إن يرى في بعض النصوص محاولة شعرية، لتصفية حساب مع زمن القسوة والاستبداد الذي يحسن العد إلى ما لا نهاية في أرض السواد المدمى حيث المرأة كابدت وما تزال.... مناصفة مع الرجل وأحيانا تكون حصتها أكثر من النصف.

ومن منظور ثان ٍ، ترصد بلقيس خالد: العادي والمألوف في الحياة اليومية، وتلامس بعين الدهشة، عبر الومض الشعري في( حزمة ضوء)، فترى السلحفاة: وقتا ً، والرجاء: خيمة، وتصغي لعزف الجندب...الخ

أما في نصوصها (سحر الحكاية)و(شمس الضحى) و(هكذا حدثتني زهرة الماء)و(بلقيس ونقرة السلمان) و(غناء على ورق)....الخ فثمة مزاوجة بين ألسيّري والموضوعي/ المعيش والمتخييل وخلافا ً لهيمنة الرمل في فضاءات النصوص فأن ما قبل النص وأعني المقتبس الذاتي ( لأكون ندية أصنع فجرا ً) تحاول التصدي للرمل عبر محمول قيمي ثلاثي: الندى/ الفجر و.... الثالث المسكوت عنهُ: الهدوء.. الذي يقترن بالفجر دائما ً

أذن نحن أمام صيرورة نسويه لها ركيزة ثلاثية: الندى/ الفجر/ الهدوء..

هل فعلت بلقيس خالد هذا المقتبس في فضاءات نصوصها.؟

هذا ما سوف تجيب عليه استجابات القراء والقارئات..



لأكونَ ندية ً

أصنعُ فجرا ً بلقيس..







الاهداء إلى

رحيم جمعة حيدر








حزمة ضوء



وحشة

لا ضوء...

يجمع سرب

فراشاتي..

هي ظلمة خانقة

وثمة جندب.. يعزف لأنثاه

فيشجيني....

.......

ومضة

في الربيع...

بين وردة وشذاها

صرت..

زوجة ً..

وأما ً..

و.......أرملة

.........

مكابرة

لن أبكي ...حتى تحضر

ما فائدة..

ذرف

......

......

دمع ٍ..

:لن تراه

.........
رسالة

اطمئن............

لم يمسنا الحصار

: بسوء

حين قصدتُ أخاك

من قطيع أبقاره ِ

أهداني

:قطعة زبد

في

يوم ٍ قائظ

انتظار

أنصب

الرجاء

:خيمة

وأنا أنتظر

طرق الباب

............
فاصل

سلحفاة الوقت

تواصل

العزف

على: أوتار صبري

.........
هو..

كالبرزخ: شق وقتي

ليوحدني في أثنين

انتظاره......ولقياه

..........
تدريب

همست لي الأرض

: لن تطيري

والهموم

أجنحتكِ

...........
بصريون

في مدينتي يمد النهر

سواقيه نسغا ً

لترتفع خيمة النخيل

تحت ظلالها

نتقاسم الطيبة

..........

دعاء مؤجل

غمزتهُ امرأةٌ..

فأشتكى حرقة الفؤاد..

غمزتهُ غيمةٌ

عطبت منه نصف الذاكرة

صاح ملتاعا: تدعو لي أمي باخضرار الدار

..........
التردد

كلما صهل البرق

في ظلمة سمائي

أغمض عينيي

فأرى الكآبة

بكامل قيافتها

حفيدتي.

خلف ستار النافذة

يختبئ النور

يشاكسه هوى المروحة

بين الحين والآخر

يبصرني ويختفي...

..........

ثقب

في حجرتي المظلمة

وعلى مكتبي

صوت القصيدة ينادي:

ألبسيني ثوب النور

ألمح عين النور

تثقب الستار

فتحترق القصيدة

.........

أهداف ناعمة

ناعمة هي الأمطار

ولكن...باستطاعتها... جرف جبل هش

........

وخزه

مسكين..

تتعذب..

تعذبني..تؤنبني

أحتمل.....

لأنك ضميري الذي لا يغفو

...........

تعبئة

في قربتي: كلمات فارغة

أخرجها....

لأعبئ فيها..

رمل حنجرتي

...........

هدير

القوقع البحري: يوهم

نفسه بهدير البحار

ليطرد شبح التصحر

............

القلب

تركل..

تضرب..

ترتشف

تسترجع

تهز جدار أضلعي

مثل كرة (الشكواس)

فأعزي نفسي..

يجب أن أحيا بضرباتك

.........



حضور الغائب

بلقيس..و....نقرة السلمان

-1-

رملٌ خانقٌ انشطر بيننا

هذا الذي أهالوه على جنتنا

جنتنا: أشجار باذخة العطاء

أشجارٌ.. يسمو بها عرشي

عرشي: مكتبة يخاف خضرتها الحكام

-2-

حين وشى الهدهد بعظمة مكتبتي

بلمح البصر.. رُحلت إلى سليمان.... كل مملكتي

تكسرت قوارير البلاط

كاشفة عن نقرة ٍ ألتهمت

..أنهار سعادتي

-3-

ريح كشفت عري ساقي

بعد اجتثاث العرش

:أحرقت غصني

-4-

انقطاع النسغ

جعلني...امرأة من رمل

هكذا تقول أمي

حين تسألها النسوة عن شحوبي

أسمع أمي تقول: أبنتي ترملت

ترملتُ... !

-5-

لا عجب من تكاثر الخطوط

على جسدي

فما أنا.. ألا.. رمل في تخت الزمان

تجلده سياط السنين

لتستحضر تجاعيد الجبال

في ربيع سهوبي...

..............

ذكراك دفءٌ

في ليلة سخر

بردها من ثقل ردائي

جذبني فراء السرير...

سرت معي أوراقي/أقلامي/كتبي/

والكثير الكثير من الصحف

أقرأ صفحات... وأقلب صفحات

أكتب الكلمات وأشطب

تقفز...مثل طفل...في أفكاري

تبعثر القصيدة

فأرى المرآة تغمزني... تناديني

في مرآتي:

قيامة الذكريات: قامت

فأراك تفك قيود جدائلي

ينهمر شلال خمرٍ

يراقص الجبال

طيفك: أسكرني

غمرني بالدفء

فتس--------اقط المخمل

قطعة

قطعة

ت

س

ا

ق

ط.... المخمل

تراقصني..طيب أنفاسك

فأراك صديق شتائي

تزيل الستائر عن النافذة

تراقب الغيوم

ثم تلعب مع النجوم

لعبة الاختباء

اختلاجات

عندما يهبط المساء

نلوذ تحت جناحه

يحرك أوتار سكونه همسا

يندي جذور القلب

فيورق الربيع

وتتأرج وردات الجوري

مرتعشة على غصونها

******

عندما يهبط المساء

تغفو بأحضان القمر أسرارنا

مشاكسة..

:تسترق ..

النجوم..

النظر.

فتحترق ثاقبة بلهيب صدورنا

*******

نذوب في عذوبة اللقاء

حتى يرفع الليل جناحه

ويلملم ذيول عباءته في عجلٍ

همسنا: تراتيل

غاباتهِ المتلألئة

بقناديل القلوب العاشقة

الليل:يغلق أبوابه مسرعا

يتوارى البدر في شحوبهِ

والصبح تنفس متنهدا......

: أسرعت الشمس في النهوض

انتبهنا والطير يطرز زرقة السماء: بشدوهِ

********

يا فردوس روحي

يا سعدها..

انتعاشها..

يا قزحا يحمل ربيعا جديدا

هل لنا عودة أخرى؟



الحلم

كنا قريبين جدا

رغم المسافات

اسمع أنفاسه يستنشق أنفاسي

*****

جدا قريبين

شاسعة بين أجسادنا المسافات

وأرواحنا تناغي بعضها في كل حين

تأخذنا الأماني بعيدا

صوب ضحكات طفولتنا الأولى

حيث البراءة: تنسج أغانينا

أغانينا:تسبيح البلابل والعصافير

ورائحة الطين الحري في جداول صبانا

تقبلها المياه دامعة

ويذوب خريرها بالأنين

********

جدا قريبين

أسمع أنفاسه يستنشق أنفاسي

نجري كنهرين

تحلق أرواحنا متأرجحة بين أشجار الأمل

هناك في غابات الحلم الشاسعة

عبقت النسمات

سندسية الأنوار

نفترش العشب

نتدحرج..

نلهو كثيرا

نضحك كثيرا

وبين اللهو والضحك نسرق القبلات

تفر عصافيرنا من أقفاصها

فوق سحابات الحلم

هناك حيث لا قيود

لا قيود..

لا قيود..



غناء على ورق

همس لي...

والشوق يهزه

كوتر لاعبته أيادي التوهج

غنِّ...

اضطربت نظراتي

ترنم همسه

عازفا..

غنِّ حتى أراقصك

يا آنستي اللذيذة...

شبك أنامله بأغصان كفي

أزهرت وردا

بثراء الربيع

وجمرا في الصدور توهج

وبريق شع

فتلألأت بخنادقها الأحداق

..............

غنِّ...

حتى أراقصك

..........

تخلصت يدي

كالملسوعة من يده

تراجفت الحروف على شفاه

أراقصك...!

أين أراقصك...؟

وأبواب سمائنا

أغلقتها شمس النهار

.......

صاح ملتاعاً:

أي نهار..؟

وقمر وجهك الشهي يغمرني بنورهِ

تاهت..

في عينيه

فراشاتي

تاركة همسي بلا ألوان

******

جذبني.. متوهجا

كنور كوكب دري

قد أضاء وجهه

أشعاع ...أرجوحة ذهبية

جعلت تقاطيع قصيدتي

ترقص...

ترقص.. حياء.....بين يديه

...........

أنين الصدى

كل صباح...

قبل أن تعج العصافير

في غفلة الشمس

ننهض مسرعين

خلسة....

نسرق الشذا من أفواه الورد

نشاكس الزهرات

نغسل بالندى ضحكاتنا

*****

كل صباح

نرتشف قطرات الفجر

وبالأريج ننتشي

تحنو علينا السماء

تفرش لنا قوس قزح

نرفرف..

نحلق..

عصفوران عاشقان

نتسلق الجبال لاعبين

يذوب جليدها خشوعا

لغرام ٍ يشتق من الثلج لونه

..........

تهتز الجبال..

ترتعش.

تقترب..

تتلاشى الوديان

وفي غمرة اللهو...

يثور بالحقد بركان..

يختفي صدى ضحكاتنا

تذوب أنت مثل الجليد

خلف قطارات الزمان

تذوب مثل الجليد

مثل

ال

ج

ل

ي

د

ت

ذ

و

ب

تقاسيم الليل والنهار

الأخضر والأبيض

النهار...

يعشقني...

دائما يقصدني النهار محملا بأشجار الحكاية.

للنهار: ضجيج أخضر.

وحده النهار من يحيل همس الليل..

:صياحاً أبيض

الليل..

يتسلل صوبي

هاهو..

يسير على أطراف أظلافهِ

ليصفعني بالوحدة ..

فأرد الصفعة له..

بكتاب أستعمله زورقا

لعبور تلك الظلمات..

الظلمات: كلما تحيك عباءتها

ينقض غزلها الصباح

يصيح الديك معلنا

إطلاق سراح الأحلام

الأحلام: خلف نافذتها يقبع كابوس الحياة..
ارتباك نباتي

أختلف الليل والنهار

:أيهما الأول في استقبال

أدم وحواء؟

ضج النهار. بتحريض من الشمس

:أنا...أنا

أبتسم الليل

وبهدوء المطمئن

همس: أنا استقبلتهما

ودليلي،

حين داهمتهما بشمسك أيها النهار

تراجعا

ثم ارتبكت

شجرة التين

.................
عزف

كلما تعزف الحرية على الأشجار

ينبجس اللحن

أحمر..

أحمر..

أحمر..

تمد الأرض مائدتها

يرقص الغراب ..

استعدادا لنهش الثمن..

..........

قميص

الليل أعمى

الذكريات

في الظلام: مطويات

أي قميص ٍ

يعيد إليها النور؟

بداية ونهاية

حين ولدتُ

وضعوا بين يدي زهرة ً

كلما نأيتُ عني.

أتأملني في الزهرة/ المرآة

أفتشها بحثا عني

ورقة

ورقة

:سعيدة

حزينة

سعيدة

حزينة

س...

ح...

....

....

حتى انتهت أوراقها

كشفت عن فكٍ

يهم بافتراسي

لا شيء أمامي

سوى

زهرة

صلعاء...؟

...............

وراء الكواليس

قشرة موز

تزحلق الأشجار كلها.

تحت سياط الريح الذرية

تتساقط ....... المدن.

كاشفة عري الدموع

دموع السماء: خمرة الأرض

ثملا يتنهد الهور

بصوت الناي

خلف الأفق

تنقطع أنفاس الصباح

إذ طلب الليل أقامته

في وطني.

وبذريعة الحرية: منحت له

كي تسرق النار خبز التنور

ولا فتات للعصافير

العصافير ألمتهمه بالأنفلونزا

هاجرت سدرتنا الخضراء

ليتعلم أطفالنا

الإرهاب مقابل حفنة نبق...؟

..............

سوء الحظ

وأنا أبحث عن الجنة

حفرت تحت قدمي

أمي...

فاختفت...

أل.......

..................
العلم

حين أنزلوه في القبر

رأى أبواب السماء

:مفتحة

صاح

وجدتها..

في البعد الرابع

نسبية ما بعد الحياة..

.................

نسيان

رأيتك...

رغبتُ الشعر

وبالغناء رغبت

نسجت الكلمات

لحنتها..

جمعت قواي

لمواجهة مرآتي

........

صُعقت

فقد نسيت أنني بكماء!
مطر...لا غيث

سقوف الدار:تبكي...

النتروجين يغذي الجروح

فتزداد..كلما برق الغيم اتساعا

تهالك الأسمنت متساقطا

على كتب تحكي ثراء البلاد

بترول..

نخيل..

انهار..

وشعب منذ فجر الخليقة

يتناسل فيه العوز

فيولد الأمل

وهو يرجم البؤس

بالكلمات الساخرة

-2-

في ثراء البلاد: نسكن بيوتا/ دموع سقوفها

تعزف على هندسة الأواني:سيمفونية المطر:

تك

تاك

تكتك

تاك

......

......

......

هذه الموسيقى على همسها تغفو آمالنا

وتخشى عيوننا الغفوة حتى لا تداهمنا

الكوابيس.... سقوف سقوف سقوف

مجرحة: ترتجف تحت سياط الريح الماطرة

وتحت السقوف الغزيرة الدموع

كتب تحكي ثراء البلاد

ومنذ فجر الخليقة

ثراء و...... عوز

..............

أراجيح

خيط السماء

يوم ٌجميل ..

وسماء شدت بصري

النسيم ينسل حرير السحابات

تتساقط

تلك

الخيوط

الفضية...

النسيم...الذي يحملها..

إلى لثغة طفولتي:

حملني..

ها أنا طفلة ٌ...

أتأمل: بركة المياه المالحة الرقراقة

حين تتكسر

مرايا الشمس على سطحها

تتغامز الأضواء

خيط الحرير: يشدني

تقول جدتي

:أنه خيط السماء

يمنح الشعر طولا ونضارة

تقول جدتي.........

فأراني أميرة الحكايات

بفرح الطفولةِ وحلم الجمال

لففت شعري

بالحرير الفضي

وجئت....أمي

يحملني موكب النسيم

وقد توجتني السماء

: أميرةً

تجهم وجه أمي...: غداً تمطر

وحبل الغسيل لا يزال باكيا..

.................
شمس الضحى

أمد ذاكرتي

حبلا لغصون الأشجار

أرى حمامات بيض ترفرف

فأناديها.. يا أيامي الأولى

تعالي..

يأتيني يوما ً، يحمل بين راحتيه

برعما كانونيا ً

فاعرفني في ذلك اليوم الشتوي

فأقول لي:

هنا ولدت

والسماء تحتلها غيومٌّ ثلجية

هاهو البرعم الكانوني

الذي كنته

يدلك ثانية في البرد

وينقع بعطور منتخبة

فأرى الجدات يتبادلن

البابونج ويتهامسن

سيغدو البرعم

زهرة يانعة

***

يمتد الحبل أخضر أخضر أخضر

تتدلى منه أيقونات

وأغنية تصدح

شمس الضحى

يعشق دفؤها

الصباح

قالت الجدة: هذا هو معنى أسمك

***

يغرد البرق

ت

ن

ث

ر

السحب: بردها

****

يمتد حبل ذاكرتي

أرى......

في مرايا الجدات: جنيات الحكاية

وأسمع تراتيلا ً

وتعويذاتٍ

وتعازيم

وأراني أدلكُ

بالبرد المتساقط للتو

في مرآتي

أرى أميرة، طالعة من كهوف

الأساطير:

تشبهني

وهاهو الحمام...

الحمام: يهدل بنبؤته

فتجف المناغاة

وتجمع الريح غسيلها

في واد ٍ سحيق

وحدهُ الحبل

يمتد بعصافيره

يمتد بأغصانه

يمتد

وقد

طرزته الحياة.....

..........

سحر الحكاية

حكايات...

لا يستمع لها سواي.

هناك من يسترق السمع

يحذّر أمي من شبحٍ يحدثني

يرفرف طائرها لأبي

يحلق بي الطائران إلى وكر العراف

بخور... وتراتيل.. وعصا يجلد بها الأرض من حوله

يسألني العراف : ماذا تسمعين؟

ماذا ترين؟

يُشدد علي بالسؤال ويأمرني:

:أحكي

أحكي

أحكي

..........

..........

أفرح في سري

هناك من يريد سماع حكاياتي!

أفتح نافذة الحلم

..................

..................

:تحدث الليل عن عاشقين

في غابة

تحت شجرة الكستناء

صهيل أخضر يضيء الشجر

تجيئه لاهثة... يلف عريها حرير بلون السماء

امرأة جبلت من ندى الفجر

والقمر لم يكتمل بعد

يتقوس مقبلا بهاء حضورها

هي شمس والمجنون هو

شمس مكانا للمجنون

والمجنون مكانا لشمس

هكذا قال لها

وهما يتدفقان في النهر

فرأى قمرا أخضر

يتلوى في مياه الليل

قمرا لذيذا

جبله الله من جمار

راح يعوي كذئب مجروح

وليس هو بذئب

رجل هو من قش

وهي امرأة من نار

أصابعها من آيس كريم

رجل مسكون وامرأة راية

أو غصن في أعلى الشجرة

رجل يستعين بطفل ٍ فيه

هذه المرأة أعلى موجة في هذا الرجل

البحر المقهور

المرأة غيم وزهور

الغيم: كريستال

الكريستال: بنات الحور

والأزهار: جنات من نار

في قلب الرجل الطفل المنهار

يصهل ملتاعا

وحدك

من أطلق الفراشات

فراشاتي

لتحط عليك

أعيديني

أعيديني أليك

ألهي: امرأة هذه ؟.. أم حلم

في الزمن الكابوس

رجل يرى الغابة وما بعد الغابة

ولا يبحث في المرآة

ليشاهد شيخوخة أحلامه

................

................

تلعثم العراف

تفقد عفاريته...

العفاريت:غدت في بحر الحكاية سربا

قد نسى العراف

فأصفر لونه

ضرب الأرض بغصن رمانة بكر

وهو يصيح( أتوني طائعين مسرعين)... العجل..

العجل..

الساعة ..

الساعة..

ارتفعت سحب بخور

وعلت غمغمة ٌ

في يد أبي: وضع حفنة تعويذات

قال: قيدوها بالحجاب

طهروها بالصلاة

أنها مسكونة

بالحكايات...

عفاريت العراف:

لحقوا بي

يتوسلون........

أكملي

أكملي لنا الحكاية

إلي أين وصل المجنون بشمسه؟؟

...............
هكذا حدثتني زهرة الماء

حين تجتمع في روحي الهموم

يقدم النهر العزاء

يعيرني طين شاطئه

للطين الحري: رائحة تنثر روح الماء

الماء يهمس: الحياة ماء وطين

الحياة: تتأملني

أنا بنت مدينة الأنهار والسواقي

ظل النخيل: خيمتي

وعبق ألآس: أنفاسي

ولون الحناء: لوني

أنا رائحة الطين الحري

وبالطين الحري: عزائي

هيلين: نورستي

هي لينة.. كغصن بان

هي لينة... كزهرة الجوري في الشتاء

وهيلين...صديقتي...و...صديقتي

******

عذبة أنت..كخرير الماء على الصخر

عذبة أنت.. كلحظة تأمل

كبكاء طفل لحظة الولادة

عذبة...

عذبة..

حين ولدتِ في الخريف:

صار الخريف جميلا ..جميلا

فاق جمال الفصول

ولا تزال تشهد له مدينة تنسمت أنفاسك

عذبة..أنت كضحكة في الصباح

كتغريد بلبل بين أفياء الحديقة

وناعمة أنت كالندى

رقيقة مثل أجنحة الفراشات

حين تطلين كصبح ليلة القدر

أنيقة...

أنيقة.. أميرة الأحلام

وعذبة...

كنسمة في ليلة صيف

هادئة كرقصة ٍ يابانية

حين تسيرين..يتهادى النسيم تحت طراوة قدميك

عذبة..وأنت تنسابين بأنفاسي

نورٌ يمسح الظلمة عن زجاج سمائي: أنتِ

حين تطلين...

ينفض الورد ندى الفجر

وأنت تغمرينه بشمس وجهك

أي لحظة...تلك التي

تنفستِ فيها تحت أذيال ردائي

أي لحظة...

وكل حروف الوصف تتضاءل

دون وصفها

وأنت ...أنت جنة

رفعتني مقاما عليا

مروج

ملونة
صوت وصدى

تمهل ....

لا تشح بوجهك عني

أنني...

ظلمة ٌ

وبنور عينيك

أغدو قمرا..

تمهل..

نقطة أنا..حين لامست ُ خطك

انبثقت شعاعا

يعانقك الأفق

تضيء بك الأسماء

وأنا مازلت: أنا

النقطة...

التي تدفعك إلى الأمام: أنا

تمهل..

سحابة ٌ تلك التي برقت

في ليلك البهيم..

لا قمرٌ..

على نوره تولد القصيدة

سحابة ٌ...

سحابة..تساقط طلها على لسان قصيدة وليدة

جعلت حروفها خرساء

تمهل..

لا تشح

أنني قلب ٌ ثقبه ُ الظلم

وبنور عينيك: أغدو قمراً

............

-70-

رجلٌ..

:مجموعة ألوان في إنسان

طفلٌ أنت..

تلهو بالقلب

تشعل نارا ولا تطفئها

صَمتُكَ... يكتبني

:سطور رماد

مرارة الغياب

:تثني قامتي..

حججي السبعين: حولتني..

...

علامة استفهام؟

........
زراعة الندى

-1-

حتى أحافظ على صفاء

يومي..

أغلق الأبواب بوجه رياحك

الترابية..

-2-

حين تنال منك الصحراء

تبكيك أنهار مدينتي

أعصر ندى مقلتي

لأزرع فيك الواحات

-3-

متصحرٌ أنت

كثبان مشاعرك

تضيعني في متاهة التعرف إليك

..........



لا أفهمها

نقرٌ على زجاج نافذتي

أيقظني هذا الصباح

رفعتُ الستار

فر عصفورٌ

إلى غصن ٍ في أعلى الشجرة

راح يرفرف ويزقزق

تضج معه جوقة عصافير

سألته ماذا تريد..؟

ازدادت زقزقته حدة

حيرني..! !

فأنا خلف هذه القضبان

لا أفهم لغة الحرية....

.........

القفص

جرّد......

جرّد السعف من خضرتهِ

جردُه من أسمهِ

سميه جريداً...!

ثم صيّره حبسا ً

تزج الطيور فيه

الطيور: تعرفه و.....تخشاه

تتساءل عن

خضرتهِ..؟

حفيفهِ...؟

الطيور تبكيه تارة

وتارة تبكي رفيف أجنحتها

بكاء الطير.. يطرب الإنسان

وحين يبكي الإنسان: يطرب الضمير

بكاء الضمير: يقشر الإنسان



غراس

حين تتفقدني أنامل الحياة

لا أراها..

أرى لوحة مزجتُ فيها كل ألواني

فما أعطتني غير نهر ٍ

متفرع الظفائر

وأنا في ذلك النهر

زنبقة ٌ..

بحثاً عن أغنيتي

أغرس جذور الحلم

..........
سطور الورقة

أراها...

انتظمت

منتظره

متأملة

لعلي أرسم على ملامحها

كلمات... تبث فيهما ربيع الحياة

أو سقمها...!

لكنني.. بحت لها بدليل إدانتي

............

.............

عطشى القوانين: تتأهب

لارتشاف دمي..

............

تأمل

هل يكن الأفق للشمس عشقا.؟

حين يلتقيان

تسبل الشمس ضياءها

يحمر وجهها

فترتدي السماء وشاح الحياء

تنطفئ نار الشمس بقبلة

تتغامز لها النجوم

الأفق :لا يلبث أن يخبئ شمسه تحت ردائه

لينعم وحده بالدفء

................
وديعة

-1-

ما إن ألفظ أنفاسي:ينكشف

الدفين بين أوراقي

ذاك الذي ضاق به صدري

وزاد القلب رهقا

-2-

هناك على هامش القرطاس

بين الطيات

أودعت ذاك الذي....

........

-3-

هازئة بثقتي: الأوراق

أوراق ....

ما إن يقع عليها النظر

حتى........

تهويمات... الرمل


صمت

خرج الصبية

تحت المطر

يرقصون..

يغسلون أصواتهم

بأفواهٍ

مفتوحة،تحت حنفيات

السماء....

فجأة ً.......

هبط الصمت

ارتجفت منه

:المدينة

..............
ينتظرون طفولتهم

عندما ولدوا بكوا طفولة ً

لم تلد معهم

حلماً كان حضن الأم

حين أفزعهم الكابوس وهو

يكتبهم حكايات داميات

على سطور الشوارع

-2-

أرى عويل الأرامل

مطرا ً

على جباه

الأطفال الكادحين

-3-

تلفظهم الأرحام

فيرتشفون كأس النور

وهم يكتبون

على سواد الوطن

تاريخ ممحاة طفولتهم

-4-

تمطرهم السماء

أغصاناً معلقة في الهواء

بلا شجر ٍ أو جذور

أغصان: لا تعرف إلى أي فصيلة تنتمي

ولا أي ثمرٍ ستطرح

أغصان

:كالشموع يحترقون على إسفلت الشوارع

.........

طبعة عراقية

حين هم ألله بخلقها

اخذ من صدرهِ ضلعاً

فإذا هي امرأة

عاشقة

نظرت إلى رجلها

فإذا هو.....قتيل...!

..........
وطنٌ وامرأة

هذا الذي تحت نعلي.... وطن

قدمت له الرجال

قدمني.. إلى... حوصلة البؤس

-2-

أحببت وطني...

منحني كل سواده

وأخذ مني سواد العين

-3-

آه...

أعياني فراق رجل ٌ

أحِب..

سألت عنه وطني..

ضحك منتشيا بحزني

:أنا التهمت رجلك

لا جب

-4-

بالسخام

الحرب: ترسم خارطة الوطن

على وجهي.

ومقلتاي: ترسمان الرافدين

-5-

وطني......

استلذ مذاق الحرب

.............

.............

تلفت يمينا وشمالا

لم يجدها

:صنع له حربا أهلية

-6-

هذا الذي تحت نعلي

وطن ..

حين ارتوى من الدماء

صار مسرحا: على خشبته

يتناثر...

رماد النساء

-7-

سألت وطني

:سقفا أستظل به

أشاح بوجههِ عني

وحتى لا تحرقني الغربة

تفيأت ناره

-8-

حين فتحت

باب الحوار

مع وطني

صاحت أمي: لا تحاوريه

يا بُنيتي..

وطن

المرأة

رجل..........

في عيني أمي

رأيت

البنفسج الدامي

أكبر من وطني

رملٌ: عصير الحروب

-1-

كلما تعصرني الحروب

أملأ ُ الليل: ضياءاً

ولا حاجة ٌ لي بقمر ٍ ضجر ٍ مَلَ حراسة

النائمين

فغفى ملتحفا ً غيوما ً سود

-2-

كلما تعصرني الحروب

أملأ ُ عيون الأزهار بالندى

أسحب شموسا ً

لأروي عطش النخيل

النخيل: سقف النهر بجدائلهِ

كي لا يهجرهُ العطش

-3-

أرخي عنان الأمنيات: أيها النهر

قبل ان تطفأ غابة الشموع

لقد أتحدت الزلازل- والأعاصير- والبراكين-

وال..........مهرجون

:أنها ساعة الصفر

حبات رمل

تكاثرت

تكاثرت

تكاثرت

تكا....

:صارت البلاد كل البلاد

ساعة رمل

-4-

عبر نافذة الذاكرة

تقف بساتين البرتقال

يخيفها زحف رملٌ صامتٌ

وساعة هوجاء..

............

ترتعش الأغصان

تلوذ الشجرة

تحت جنح عصفور ٍ جريح

-5-

عرائش الكروم

عناقيدها

:تبوح

بهلوسة أقدام العاصرات

العاصرات: حين عصرن

الوطن

تكسرت الأجنحة

وتساقطت

الأشجار

حتى أمتلئ

كأس الوطن

حد الحواف

بالرمل..........

الضباب

-1-

ضباب خانق ٌ

هذا الذي لوث سماء بلادي

مدججة بين طياته

تتشدق الغيوم المعدنية

غيوم: تمطر صواعق

فتتساقط الأشجار

وثمة صوت ينادي

:أبنوا الملاجئ لا البيوت

في وطن ٍ كل شيء فيه قابل للموت

-2-

كثافة ٌ خانقة ٌ

لهذا العارض الماطر على بلدي

صواعقٌ: على صخبها

تتراقص الأقمار

الأقمار: ثملة بكأس نبيذها الأحمر

-3-

الأرض تدور

كفراشة تبحث عن النور

والشموس غربت

فليس هنا بساتين

تغمس إطرافها بالندى

وليس هنا نهر

تغازله الأزهار بالشذا

هنا وطن ٌ : طفل ٌ يتيم

تجمع على وجهه الذباب

كلما رفع طرفه

صفعته أيادي الكلاب

هنا وطن ٌ كلما صيروه

رمادا ً..........

استفزهم بفيض شديد الخصوبة

وثمة صوت ينادي

:هناك...هناك خلف الحدود

كابوس محاط بالطقوس

يطلق ضباب أوامره ِ

فإذا الناس هنا كلهم

كلهم للموت مطلوبون

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

بلقيس خالد

google-site-verification: googlee09bc7865ace1b6b.html