بلقيس خالد

الموقع الرسمي للشاعرة والروائية بلقيس خالد

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

بقية شمعة: قمري.. الشاعرة كقارئة ..الناقد الكبير جداعبد الغفار العطوي



بقية شمعة: قمري.. الشاعرة كقارئة

عبد الغفار العطوي


في مجموعتها الشعرية الثانية (بقية شمعة: قمري) التي صدرت عن دار الينابيع

ط1/2011،دمشق. تتخذ الشاعرة بلقيس خالد دور القارئ لنصوصها وفق نظرية الفيلسوف

فولفغانغ آيزر في معرض مقالة (التفاعل بين النص والقارئ)التي يحدد فيها نقطتين هما التفاعل

بين بنية النص ومتلقيه، والتواصل بينهما في ضوء العلاقات التي تتحكم في مجال ذلك

 التواصل، لان التفاعل الذي   نعنيه هو ابراز لمقدرة كل كليهما على الظهور بوصفه مؤولا

للآخر، ومن هنا تبدو الشاعرة بلقيس خالد تنيط بنفسها دور القارئ لنصها عبر آلية التفاعل معه

على تداعيات النقاط التالية:-

11-    تصر الشاعرة بلقيس خالد على التعامل مع القارئ الاخر الذي يأتي بعدها على فكرة

الخلف يتبع السلف، حينما تتصور ان ذلك القارئ قد واكب نتاجها الاول، وهي تهدي

 مجموعتها الى ( رحيم جمعة حيدر) في سابقة ثانية لانعلم اسباب الاعادة، فلم تصرح

 هي لتتركها هكذا مطلقة في نص اعتمد على حيازة الفراغ تأويلا ورسالة مفتوحة لا

 نعلم مدى جدية اهتمامها بها وبعدها تقفز الى فكرة المجموعة كيف تأتي النصوص،

 من الشعر من ذاتها عن طريق افكار عن جدية او لعب؟! لنفهم ان الشاعرة تحبذ دور

القارئة لشعرها في هذه النصوص بالذات كونها تجيء على مقصد جمالي صرف

 لاتفكر في تسويقه سوى في نوع معين من قوالب الشعر المترجم (الهايكو الياباني)

وتعطي المبررات، الا ان من الملاحظ على هذا العمل اعتماد الشاعرة على عرقنة ذلك

الهايكو ليحذو حذو الدارمي العراقي حتى يكون هجينا دراميا تطلق عليه تحريفا

(هايكومي) وتدعو القراء (على اعتبارها امرأة تقسم القراء الى ذكر وانثى او
تفترضهما قارئا وقارئة) بيد ان مفتتح المجموعة وعتبتها (قنديل ملون) يؤكد ضبابية

طريق الشاعرة نحو (الهايكومي) لهذا هي تتبنى قراءة النصوص كموجهة اولى

وبالبونط العريض لتحصد الموسم الاول عبر وضع تخطيط اولي للنصوص وفق

تسلسل حسابي اساسه اللعب على العنونات ومحاكاة طريفة لأسلوب الدارمي القادم من

الفترة المظلمة للشعرية العراقية وهناك الالحاح على التسويق الاستهلاكي للنصوص

 كما سنرى.

22-    اين تكمن قراءة بلقيس خالد لشعرها؟! هل هي خارج المتن الهايكومي أم في معمعة

 انفعالها  في التجربة التي ادخلتها الى حيز وجودها الشعري! تبقى القراءة الثانية هي

الحكم الفيصل بين ذلك، حيث يوضح ابراز العلاقة بين القارئ والنص بارتباطها برؤية

القارئ المحايد الذي يعمل بجد لتحصيل نوع  من التواصل لأن التركيز الكلي على

 تقنيات المؤلف او نفسية القارئ سيكشف لنا بشكل ضئيل عن عملية القراءة نفسها

ولمعالجة ذلك التواصل الذي حيل بينه وبين ادائه الغرض بالنسبة للشاعرة كانت

 الصورة مقلوبة اذ ستمارس اللعب على شكل الدارمي وليس الهايكومي.

33-    في قرط -1- غصون يبللها القمر من صفحة 11 الى صفحة32 تضم هذه الفصول

اوتار بكماء 9 اضافة الى الاوتار الاخيرة مع لقاء ورماد بارد فكيف تقرأ الشاعرة هذه

 الفصول الوترية؟!
 
أ-لا شك ان القراءة تحمل نبرة التجريب البلاغي والدلالي في

تأسيس نصوص تتخذ منحى المراوغة والتضبيب، هكذا في الوتر الاول ص15:

مر بي
دون اكتراث
قالوا:
ضربة حظ
افقدته الذاكرة.

ب-تتعامل مع الفراغ او البياض او الفجوة على انه رسالة مفتوحة مغلقة في سياق، كما

 في الوتر الثاني ص16
..................

ت-في (الاوتار الاخيرة ص24) تسلط الضوء الساطع على كيانها الانثوي:

          (لم احصل..
           براءة اختراع
           حين اخترعت
           نفسي..

كأنها نسيت ان تقرأ وجودها، لتعرف في ( رماد بارد ص30) بذلك البحث عن حقيقتها:

( يوهمنا الظلام بالنوم
نسير
الليل
كله
ل
ملاقاة حقيقتنا في الشمس).

4-تقرأ الشاعرة في (جهاتي الاربع) من ص33 الى ص50 ويتألف من النصوص 6

 بأسم (جهة) وهي عبارة عن نصوص ذاتية انفعالية تدور حول قراءة ذات الشاعرة

بوصفها مرآة عاكسة لرؤيتها العامة في (الجهة الاولى ص35) تقرأ لنا الشاعرة بعض

 انفعالاتها:

(ساشرب الدمع
حتى
اصير
بحرا
نهر..أنا
كرهت عذوبتي.)

وتؤكدها في (جهات ص42):

فقد جهاته الأربع
............
بأي
حجر
تعثر ربيعي.

55-    بالعودة الى قرط 2 – عناقيد مطر- ص51 لنهاية المجموعة ص118 تتجه الشاعرة

لقراءة ما هو خارج ذاتها ففي (حقائب ص53) بداية الانطلاق لفضاء الاخر:

( ليل بلا نجوم
من دسه
في حقيبتي؟.

-يغني المسافر
الحقيبة
بيتي
ومكتبتي
وانكساري).

اما في ( جدار ص69) تستمرى الشاعرة لون الهايكومي الذي تطوعه لصالح رؤيتها

للآخر:
(عامل...
يد تبني
وحنجرة تفطر القلوب.

-ب الالوان.. يعلنون انتصاراتهم
على الجدران.

-         خلف كل جدار حكاية
في الحكاية.. حلم بلون الجدار).

او كما في (رياح ص77)تقرأ الشاعرة بالهايكومي العلاقة بينها وبينه:

( انتظرتك عارية الاغصان
ريح عقيم جئتني.

-مثل صوت الريح
قبيل الهبوب
:صمتك).

وفي ذروة التمعن في قراءة الآخر تضع الشاعرة نهاية للعلاقة بينهما في ( مرايا ص91):

(كسر مرايا البيت كلها
كي يرى
الفرق بيننا.

-بحثت عنه..
وجدته يبحث عن
تراكم ال....
ألا يعلم: الزمان يتراكم في المرآة؟.).

وتختم الشاعرة قراءتها لشعرها باعتراف ضمني في (قصيدتي ص111) بأنها

امرأة لا تملك سوى القصيدة وطائرة ورقية وفجر يطل على عالمها الشحيح ليلمسها

على مهل:

( خيط الفجر..
والقصيدة
طائرتي الورقية.


-ثلاث مرات..
تصيح القصيدة
قبل صياح الديك.


-كل فجر حين تبكي
القصيدة
اتلمسني

اطمئن).

عن الكاتب

.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

بلقيس خالد

google-site-verification: googlee09bc7865ace1b6b.html