بلقيس خالد

الموقع الرسمي للشاعرة والروائية بلقيس خالد

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

المربد..باقلامهن/بلقيس خالد


     المربد.. باقلامهن

                  بلقيس خالد

قبل اجراء هذا الاستطلاع استوقفتني تلك المقالات التي تملأ الصحف بعد الانتهاء من مهرجان المربد في كل عام، مقالات ترصد الجانب السلبي للمهرجان دون وضع أي خطة عمل من شئنها الارتقاء بمهرجان المربد الى المستوى الذي نطمح اليه كأدباء ومثقفين حريصين..كما لاحظت..ان تلك المقالات صوت ذكوري.. مما جعلنا نتساءل اين صوت المرأة المثقفة في ما يتعلق بهذا الموضوع...لذا ارتأينا الولوج.. اكثر لمعرفة انطباعهن عن مهرجان المربد بصورة عامة ففي هذا الصدد تحدثنا



أ.د.بشرى البستاني/استاذة الادب والنقد/كلية الآداب / جامعة الموصل قائلة " مهرجان المربد مهرجان أدبي تاريخي له أهميته ليس في العراق حسب ، بل وفي الوطن العربي كله ، وهو ذو أبعاد معرفية وانسانية معا تُبرز وجه العراق وتكشف عن أهمية ثقافته قبل ما يقرب من الف وأربع مئة عام ، ولذلك علينا العمل على تطويره والحرص على مستواه إبداعيا ونقديا ، وأنا عموما لست مع المؤمنين بهيمنة السياسي على الثقافي هيمنة تخرجه عن مضاميته وأهدافه ، ولذلك يؤسفني انقطاع تسلسل المربد عما سبق من مرابد لان السياسي قد يتقاطع مع بعضه بعضا ، لكن الثقافي يثرى ويكتنز ويتعمق ببعضه حتى في تقاطعاته ، لان المعرفة موجات تتداخل مرة وتفترق أخرى لكنها في تموجاتها لا تفترق الا لتعاود التداخل ، ومثل هذه المهرجانات المعرفية لا تعد من أجل السياسة بل من أجل إثراء الابداع ودراسته وتعميقه وتلوينه والتنويعات عليه .



وتعقب الروائية " نضال القاضي.. روائية " قائلة المربد تظاهرة ثقافية كبيرة عراقيا وعربيا وعالميا وتقليد قديم عكس على المدى التاريخي الدور الحضاري لمدينة البصرة بالتحديد فهو هويّتها وأحدى سماتها ولايختلف عن أي أثر ماديّ شاهق في العالم فحين تذكر بابل بجنائنها المعلقة او الهند بتاج محل تذكر شجرة آدم وشط العرب والسياب والمربد في البصرة.



وتشير فليحة حسن..شاعرة قائلة المربد مهرجان عريق تعودنا ترقبه من زمن ربما يعود الى الثمانيات ، حين كانت تُنقل جلساته على شاشات التلفاز فنرى ونسمع الشعراء الذين كنا نقرأ لهم ونتمنى لقائهم أمثال محمود درويش ونزار قباني وغيرهم ، لذا فالمربد لما يزل عالقاً عبقه في أذهاننا وحال أن يصل الى مسمعنا خبر افتتاحه نتنسم عبق البصرة وطيبة أهلها وحلاوة قصائد السياب حتى ولو باعدتْ بيننا دروب ومسافات ، وكثيرا ما تساءلنا ونحن نمرُّ ذاهبين إليها مدعوين عن ما خلّده السياب من بصرته شعراً ، فنجول الأبصار متلفتين بحثاً عن بويب وشباك وفيقة علّنا نعثر ولو عن بقية منها لما تزل الى الآن عالقة في جغرافية الأمكنة.



وتردف رائدة جرجيس ، شاعرة مغتربة، قائلة المربد كمهرجان ثقافي للقصيدة الجميلة وضحكة طفل مرسمومة بكلمات لها لوحاتها من المعاني.. مواضيع مميزة المربد بصرة الخير والعشار والطيبة المربد نخيل تستقبل نخيل الا ان المربد صار يعاني من برود وشحة حيث الرموز المشاركة .



وترى زينب الخفاجي ، شاعرة عراقية مقيمة في مصر" رغم اني اعيش بعيدة عن بلدي الا انني اتابع المهرجان دوما ..اراه مهرجانا مهما يجمع كل الحروف النقية المتالقة ولكنه يفتقد الى العالمية ..ينقصنا حضور ادباء عرب اليه من شتى بقاع الارض ..اعتقد العائق هو الحاجز الامني فقط وليس تقصيرا في المهرجان".

وعن المشاركات النسوية في مهرجان المربد حدثتنا بشرى البستاني قائلة: المشاركات النسوية في كل المجالات ليست بمستوى الطموح وليس في المربد حسب لاسباب كثيرة ومتعددة تلامس مجالات شتى اجتماعية واقتصادية ونفسية وسياسية ليس هنا مجال شرحها ، لكن لا شك في أن على القائمين بالإعداد لمثل هذه المؤتمرات والمهرجات والحلقات الدراسية مراعاة وجوب إشراك أكبر عدد من المبدعات والباحثات في فعاليات هذا المهرجان وتوفير الشروط المشجعة لهن على الحضور لكن ليس على حساب جودة العمل الابداعي او البحثي لان المجاملة هنا تعمل على الضد من هدفها لأنها تسئ لابداع المرأة بدلا من تكريسها مبدعة حقيقية .

واضافت نضال القاضي: هناك شاعرات كبيرات مثل رسمية محيبس ريم قيس كبة فائدة ال ياسين نجاة عبدالله وهناك كاتبات خواطر دخلن الأدب من بوابة العمل الأعلامي واسماء هن مشروع صنع شاعرة بجهد ناقد او شاعر والقضية برأيي ليست بهذا اليسر ولاأدري لم هذه الشدة يارب العالمين فليس بالضرورة ان يكون الجميع شعراء اوشاعرات قد يبدعن في مجالات اخرى فلماذا هذا الألحاح فالوجاهة التي تتأتى بهكذا وسائل سرعان ماتنطفئ حيث لاتقف وراءها موهبة حقيقية.وماينطبق على المشاركات النسوية ينطبق على الرجال من المشاركين ايضا فهناك دائما الغثّ والسمين في كل الحقول وليس في الشعر وحسب .

وتضيف فليحة حسن: الأدب النسوي العراقي ليس بمستوى الطموح طرحاً ولا إشارة ولا مشاركات سوى بوجود المهرجانات أو عدمها ، فلم تتسيد الى الآن مجموعة من الأديبات ذلك المشهد وبجدية ، وغالبية الأسماء النسوية الموجودة الآن قاصرة عن إبانة ملامح أدب نسوي حقيقي ينتمي الى ذات المرأة وحدها ويعلن عن وجودها.

وتشير زينب الخفاجي قائلة: هو ليس بمستوى الطموح ولا حتى الحلم...يجب ان يكون لنون النسوة حظا اوفر في المرات القادمة.

تردف رائدة جرجيس قائلة: الحقيقة ومن خلال متابعتي لمهرجانات المربد لم اجد هناك حضور للنساء يوازي حضور الرجال لاسيما في الفترة الاخيرة اي في المهرجانات التي عقدت بعد الاحتلال حيث اقتصرت الدعوات ا لاسماء محددة لها علاقات مع رموز اتحاد الادباء وليس من منطلق المنجز الشعري الذي حققته هذه الاسماء ومن يراجع ملفات المهرجان يتعرف على ذلك مثلما يتعرف على اسرار تكرار ذات الوجوه.

اما فيما يفتقر له مهرجان المربد..

تقول بشرى البستاني: بالرغم من كوني لم أدع للمربد منذ الاحتلال حتى اليوم لأتأمل فيما وجدت فيه من عوامل إفقار ، إلا أني من خلال قراءاتي ما يكتب عنه من متابعات يحتاج لدعم مادي ومعنوي ، ويحتاج الى إمكانيات حقيقية لدعم المبدعين الحقيقيين بكل ما يعمل على نشر ابداعهم وتوفير مستلزمات هذا النشر وترجمته وتوفير عوامل الكشف عن ثرائه وتميزه ، فضلا عن ضرورة دعوة الادباء العرب ومن كل أرجاء العالم كذلك ، نعم قد لا يحضرون أول مرة ، لكن بتجديد الدعوة وتحقق المنجز وتحسن الظرف الثقافي سيحضرون ، وذلك يحتاج الى هيئة مؤسساتية خاصة بالمربد يكون عملها دائميا على طول السنة وليس موسميا ، فالعمل الموسمي مظهر احتفالي ينقضي خلال أيام وينساه حتى من حضره والمربد باعتقادي أهم وأكبر من هذا الاحتفال ، لأنه ظاهرة ثقافية إبداعية تاريخية أسهمت في القديم بترصين الابداع العربي ونشره وتوثيقه ، وعلينا أن نسعى لجعل هذه الظاهرة عربية عالمية بكل الطرق المتاحة ، والعراق العظيم قادر على ذلك بما يمتلك مبدعوه ومثقفوه وجامعاته وشبابه من طاقات خلاقة ، وبما يمتلك من امكانيات مادية قادرة على رصد الدعم والجوائز الجادة ، وقادرة على طبع الاعمال المهمة لمن يقدمون أعمالا مبدعة في النصين الشعري والنقدي ، وللاسف فأنا غير مطلعة على ستراتيجية المربد الحالية ولذلك ربما أقول كلاما مكررا ، لكن لا بأس من تكرار المهم ، فالمبدع العراقي في الداخل بحاجة الى التشجيع والعرفان لأنه تحمل مالم يتحمله مبدع في التاريخ المعاصر ، ويكفي أنه ما يزال يكتب إبداعه في الظلام وعلى ضوء شاحب وفي برد أو حر قاسيين لغياب الكهرباء عصب الحياة الحقيقي ، إنني أدعو أن يكون هذا المربد دعوة خالصة لإنارة العراق وتخليصه من الظلام والظلامية لتكون الثقافة عاملا فاعلا من عوامل خلاصنا من الاستلاب . كما أن المبدع العراقي في المهجر يحتاج لدعم آخر كونه عانى من الغربة والاغتراب ومن عذاب فادح نتج عنهما معا .

واردفت نضال القاضي قائلة: المربد هوية بصرية خالصة لذا هو يفتقر الى البصرة!!!! انها من أعظم مدن العالم لذا ينبغي الأهتمام بها وبسكانها .هذا هو المشروع الوطني وانا لاافهم الوطنية بدون نهوض فاعل وحقيقي ومثمر بمدننا وبشعبنا على كل الأصعدة من المعمار الهندسي والخدمات انتهاءً بنموذج الرسوم المتحركة التي تعرض على الشاشات.

وتضيف فليحة حسن: السمة الغالبة لجميع المهرجانات والمربد منها طبعاً إنّها مهرجانات بلا جمهور، فنادراً ما نجد في المهرجانات العراقية جمهوراً من غير المشاركين فيها أو بعض معارفهم أو أصدقائهم حتى لو تسمى ذلك المهرجان بمسميات مختلفة مبالغ بها أحيانا كما سمتْ بعض الجهات مهرجاناتها ووسمتها اعتباطاً بالعالمية لكننا لم نلحظ بها حضوراً حقيقياً لجمهور يمكن أن نحكم من خلاله على ركازة الشعر العراقي وتسيده للمشهد الأدبي كما هو مأمول منه ،

الأمر الثاني وهذا ربما عائد الى تجربة شخصية خضتها في مهرجانات عربية مفاده إن الشاعر المشارك فيها يُفسح له من الزمن ما مقداره ثلث ساعة أو ربما تزيد بقليل ، فيقرأ بثقة ما أتى به من شعر بعيداً عن العجالة وينصت له الحضور ويتفاعلون معه ،غير إننا لا نجد في مهرجان المربد الأمر هذا ، وربما سبب ذلك يعود الى كثرة المشاركين فيه قياساً بعدد أيام انعقاده واعتقد إن هذا الأمر لابد أن يعالج حتى يتسنى لنا أن نصغي لما يقال ونستمتع به.

وتشير زينب الخفاجي قائلة: هو من المهرجانات التي نفخر انها في بلدنا ربما فقط يحتاج لسيولة مالية اكثر تمنحه فخامة اكثر ويحتاج الى ادارة وتنظيم اكثر.

وتضيف رائد جرجيس: الجمود والقولبة وهذا براي انا شاعرة خارج القطر وخارج الدائرة !

المربد يفوز حين يشارك الشعراء من كل بلد عربي او اجنبي يفور بجلسات النقد النقد المضاد والنفد البنا ويكون فعالا حين الاحتفاء برموز الادب تواجدا لاغيابيا لان الغياب يفقد التفاعل نحن نريد الرمز صورة وصوت وتفاعل لاننا لسنا بقاعة محكمة وننتظر طلاقا غيابيا بعدم حضور احد الاطراف

ويفتقد كمهرجان ثقافي الى العروض السيمائية والافلام كي يستطيع بصم طابع الثقافة في مخيلة الضيوف.

وفيما يخص سياسة توجيه دعوات المشاركة في مهرجان المربد..

حدثتنا بشرى البستاني قائلة: لا أجد من حقي الاجابة عن هذا السؤال ، لأني لا أعرف شيئا للاسف عن هذه السياسة التي توجه الدعوات للمبدعين ، وشكرا لك وللقائمين على جريدة المربد لانكم لاول مرة تشركونني بمثل هذا الاستطلاع ، لكني أتمنى على اللجنة التحضيرية – وهي لاشك جديرة بالموضوعية – أن تعمل ما أمكن على إشراك كل الاقلام العراقية المبدعة والخيرة في هذا الفعل العراقي المعرفي المهم ، وحينها لن يكون من حق أحد أن يعتب أو يلوم ، أما من يحضر ومن لا يحضر فذلك وارد أيضا لانه ناتج ظروف المبدع المتحضر الذي سيعتذر في وقت مبكر لتكون اللجان المختصة على علم بواقع مدعوييها ، أدعو للبصرة ولنخيلها ومربدها ولكم بالازدهار والتوفيق .

وتشير نضال القاضي قائلة: الحقيقة لم أطلع على قوائم الأسماء لكني علمت ان الدعوات وجهت الى 200 اسم من الداخل و50 من الخارج.250 عدد كبير لكن غير منصف بالنسبة لشعراء الخارج ربما لمحدودية الأمكانيات المادية.امل ان تتسع لهم الصدور الرحبة المضيافة مستقبلا خاصة وان هناك اسماء كبيرة لم يكن ليُغفل عنها في ظل النظام السابق ربما لمحاولة احتواء اسمائهم رغم مواقفهم المناوئة لسياساته مثل لميعة عباس عمارة سعدي يوسف ,سركون بولص رحمه الله وصلاح فائق.

تردف فليحة حسن قائلة: ربما هناك سياسة متبعة لدى منظمي مهرجان المربد والمسؤولين عنه يتبعونها في توجيه الدعوات أنا لا اعترض عليها مطلقاً ، فأهل مكة أدرى بشعابها –كما يقال- وإذا كنّا نطمح بالجديد فلابد أن يكون ذلك الجديد قد اثبت جذوره في ارض الشعر حتى يجعل دعوات المشاركة في هكذا مهرجانات تصل إليه وتطرق بابه أينما كان ، فليس من المعقول أن يشارك في مهرجان مهم كالمربد شاعر لم يحقق حضوراً إبداعياً متميزاً والمفروض في هذه الحالة أن تقع دعوته تحت يافطة الحضور لا المشاركة .

وتقول زينب الخفاجي: لست راضية تماما عن سياسة توجيه الدعوات..هي نفسها في كل عام ولا جديد يذكر...هناك اعلام كثيرة في الادب تنظر اليه من بعيد فقط واخرى لها شرف الحضور كل عام ..اقترح تجديد دماء الدعوات لاناس ما زالوا بعيدين عنه..اعتبرها مناسبة لتلاقي الثقافات ..كلما زادت اعداد المشاركين باختلاف ثقافاتهم الادبية والفكرية صار المهرجان ابهى واجمل.

تضيف رائدة جرجيس: وبكل صراحة ان اغلب الدعوات تتم حسب العلاقات ومنها متشفع له منصات التهريج الشعري لم اجد هناك معيارية تعتمد المنجز قبل الاسم وكذلك لم تعتمد اثر الاسم قبل ان يكون اثر جلسات النوادي وغيرها .. كما اني ارى ان ضوابط الدعوات ينبغي ان تتم بالتساوي على فروع الاتحادات مثلما اتمنى ان تدعى اسماء عربية لها بصمتها واثرها في المشهد الشعري العربي حيث اننا لم نجد وخلال مهرجانات عديدة حضور اسماء مهمة مثل ادونيس , وغيره الى مهرجان المربد وهذا بحد ذاته يشكل خللا في موضوعة الدعوات المرتجلة والتي تحركها مزاجات وعلاقات.

عن الكاتب

.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

بلقيس خالد

google-site-verification: googlee09bc7865ace1b6b.html