بلقيس خالد

الموقع الرسمي للشاعرة والروائية بلقيس خالد

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شاعرة البصرة بلقيس خالد وعرشها الشعري- تفجير المفردة شعريا/ الشاعر والناقد علي الامارة/بصرة


شاعرة البصرة بلقيس خالد وعرشها الشعري - تفجـيــــــر المــفـــــردة شعريــــــــــا..

الشاعر والناقد علي الامارة/بصرة


تتميز قصيدة بلقيس في كتابها الشعري الجديد ( بقية شمعة : قمري ) واسمته ايضا بالهايكو العراقي يتميز بالتكثيف مقتدية بالهايكو الياباني والدارمي العراقي بقصرهما وكثافتهما .. ولكن التكثيف هذا والاقتصاد بالكلمات سوف يضع الخطاب الشعري على محك الفن الشعري بحيث تجرى عملية تقليم جائر لكل قصيدة حتى تصبح المفردة الواحدة بؤرة تشع بالمعنى الشعري على الخطاب ..

وقد بني الخطاب الشعري في الهايكو العراقي لبلقيس خالد على ثيمة تفجير المفردة شعريا على مستويين الاول هو المفردة الأم وأعني بها تلك المفردة التي تكون عنوانا للقصيدة ولكن هذا العنوان يبني عرشه الشعري من تناميه الدرامي والسياقي في الخطاب الشعري ... ليكرس العنوان شعريته من قوة الانسجام بين العنونة والمتن .. وعلى صعيد اخر فان المفردات الاخرى المحسوبة بدقة في المقاطع الشعرية تاخذ بريقها الشعري من انسجامها مع المفردة الام وقوة الاشعاع الشعري التي تكتسبها من تلك المفردة .. اي ان المفردة حين تحقق انفجارها الشعري فانها ستحقق معها انفجار العبارة شعريا وبالتالي انفجار النص عبر التوالد الشعري للمفردة .. من هنا عنيت الشاعرة بهذه المفردة الام لانها ستفرخ مفردات شعرية اخرى حين تخصب شعريا وصولا الى الخطاب الشعري العام وساسوق لكم امثلة على هذه المفردة الام .. فقصائد مثل ( حقائب ، مظلات ، عصا ، جدار ، نافذة ، رياح ، وسادة وشرشف ، قلق .. ) وغيرها كل هذه المفردات امهات فانظروا كيف ستنجب الشعرية وتكرسها في الخطاب .. ففي قصيدة ( حقائب ) سنرى الهايكو واقصد به المقطع الشعري القصير كيف يتسلم اشعاعه الشعري من العنونة او امه المفردة ..

1- ليل بلا نجوم

من دسه في

حقيبتي ..

2- يغني المهاجر

الحقيبة

الحقيبة

بيتي

ومكتبتي

وانكساراتي

3- المحطات .. مزرعة الحقائب

4- ارسم فندقا

يستغيث

بالحقائب

او قصيدة ( مظلات )

1 - مظلتنا امرأة

كان ابي

مظلتها

2- اقول مطرا

تنهمر المظلات

او قصيدة ( عصا )

1- بعصا راع

ساق

حضارتنا

لكل الحروب

2- عند باب

الـ ....

وقفت العصا

مثقلة بالانين

او قصيدة ( جدار )

1- الليل جدار

ي

ت

س

ل

ق

ه

النهار

او

2- الاشجار جدار مهموس

وهكذا تشكل المفردة العنونة البؤرة الشعرية في القصيدة وهذه الطريقة او المحك الشعري استدعت رقيبا شعريا صارما على المفردة بحيث تـُـشحذ بمبراة الشعرية وتشحذ معها المفردات الاخرى ضمن سياق الخطاب الشعري و لا سيما ان الخطاب مكون من مقاطع - هايكوات - او دارميات اي هي مشحوذة اصلا من ناحية الزمن الممنوح لها في الخطاب الشعري او القولبة الشكلية المرتبطة بزمنها الداخلي ..من هنا ندخل في شعرية التكثيف وصولا الى شعرية الفراغ احيانا ... فخذ مثلا :

لا عاصم

الا ..

شجرة

الفراغ هنا ساعد على اتساع التاويل

او احيانا تتسع دلالة الفراغ حتى تسود نصا شعريا غير مرئي ولكنه محسوس ففي قصيدة ( اوتار ) نقرا الوتر الاول :

مر بي

دون اكتراث

قالوا

ضربة حظ

افقدته الذاكرة

اما الوتر الثاني فيكتب بهذه الطريقة :

.............

.............

...............

.............

فراغ من اربعة اسطر وعليك متلقيا ان تقرا هذه السطور اذا كنت ممن يقرؤون الممحي

والوتر الثالث :

حسرة في

البئر

الا ...

من حبل

...... ؟

واحيانا يتسرب الايجاز الى الحروف نفسها وليس الى المفردات وحسب ..فمثلا في مقطع من قصيدة ( جدار ) :

الليل : جدار يتسلقه النهار

نرى مفردة يتسلقه مكتوبة بحروف متدرجة كل حرف ياخذ سطرا اي ان تجعل من الحروف عتبات سلّم لكي يتسلقها النهار ..او في قصيدة ( قلق ) في المقطع الثاني نقرأ

سمكة ...

.والفالة ..

في قلبي ذات ثلاثة مخالب :

ق

ق

ل

او قولها

غرس اللام في قلبي

والقافين

في الراحتين

او في قصيدة ( جهة سادسة )

رذاذ

يتناثر:

ق

ل

ب

م

ك

س

و

ر

فتهشم القلب وتناثره كرذاذ استدعى كتابته بحروف مفردة مفصولة عن بعضها كذلك مفردة مكسور كذلك لم تنس الشاعرة بلقيس ان تلبس خطابها الشعري كله رداء الانوثة او ضمن الادب النسوي في ديوانها ( بقية شمعة : قمري ) فكان الديوان من جزئين كل منهما اعطته تسمية - قرط اول - والجزء الثاني - قرط ثاني - فهي امراة شاعرة ترى الشعر قرطين في اذنيها من على جانبي وجهها والتركيز على مفردة قرط كعنونة لامـّة اعطتها صفة المفردة الام كما قلنا ولكن كعنونة اكثر اتساعا تتسع لعنوان كبير تتدفق من تحته القصائد كما في ديوانها الاول ( أمراة من رمل ) تعطي للمعنى الانوثي او النسوي عنوانا جامعا للخطاب الشعري .. ان المعنى المتسع في ديوان بلقيس خالد ( بقية شمعة : قمري ) والشكل الضيق فيه يذكرنا بعبارة النفري ( كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة.

علي الامارة

عن الكاتب

.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

بلقيس خالد

google-site-verification: googlee09bc7865ace1b6b.html