بلقيس خالد

الموقع الرسمي للشاعرة والروائية بلقيس خالد

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الشاعرة بلقيس خالد...والليل..تبئير فضاء النص..في (بقية شمعة...قمري)/الناقد مقداد مسعود

               الشاعرة بلقيس خالد...والليل..تبئير فضاء النص..في (بقية شمعة...قمري)/                                               
                                          الناقد مقداد مسعود



                               



نحاول قيام بخطوة إحصائية لمفردة الليل أو ما يشير اليها..كأني اجمع مايخص الليل ،إذ ماينبغي تأكيده في إنتاج الدلالة ..

تتبع إشارات العنوان ،داخل النص الكبير والحفر على سطح الكلام – حسب جوليا كريستفيا :


*العنوان الرئيس: بقية شمعة..قمري-------- : القمر آية الليل.

*المقتبس ألأول: ألأقمار ---------------- مياه الليل

*عنوان المقدمة:قنديل ملون -------------:يوحي الى بنية السواد:نصوص المجموعة

*عنوان القرط ألأول: غصون يبللها القمر.

من خلال معاينة مفردة الليل في هذه المفاصل ،نلاحظ ثمة كشط للسواد من خلال إضاءته

ب: الشمعة التي تكون لها وظيفة القمر

الحجر الذي له وظيفة تشظية أمواه الليل

القنديل ...وهو ينير بنية السواد

القمر الحقيقي وهو يخلص الغصون من العتمة عبر ضوئه الندي..وبالطريقة هذه تتم تخفيف الليل من كثافته،

سنحاول أن نحصي الهايكوات التي تتسق في ذات الفضاء: ألأسود/ المضاء:

*(وحشتي ...   
                   
من قادت الظلمة

ل سراجك)

نلاحظ أن الظلمة ليست بالحالة القارة ،إذ بقوة دافعة من الوحشة تنتقل الظلمة الى الضديد ..الى بصيرة السراج



*(لست شمعة

لكنني..

أحب

السيل

تحت اللهب)

المعلن عنه هنا الضوء المصنع : ضوء الشمعة والمحذوف بقوة الشمعة هي مفردة (ظلام)..والحركة يشير لها

أسم (السيل)..

(يوهمنا الظلام بالنوم

نسير

الليل كله


ل
ملاقاة حقيقتنا في الشمس)

السواد هنا طبيعي..ويقوم بفاعلية التجسير(جسر) ،وهو موصل جيد الى نقيضه :الحقيقة بأزدواجها القيمي

الذات / الموضوع: حقيق(تنا)/ الشمس.

*(متشابهان بالقنوط

:البوم

وذلك الليل )

اختزالية الهايكو ..شحنت..مفردة القنوط ببلاغة مكتملة..

*(حجر أسود :ليلي

أي معجزة

: تقدسه ؟)

كثافة الليل هنا..ذات شحنة إستعارية / صوفيه ..حولت الزمان الى مكان قدسي الصفات

والمكان هنا : يبث فينا إطاعة دائرية حوله..في ظاهرها وفي باطنها هي حركة عمودية.

وهي ضمن رياضات الصوفية إتصالية خفاء وتجل...والزمان بتحوله الى مكان..هو بوصلة

وسلم طقوس عبادة...و بالطريقة هذه يعمل المكان في مقصوراته المغلقة التي لاحصر لها على

أحتواء الزمان مكثفا وتلك وظيفته كما يتصور باشالار لتبدو العلاقة بين المكان والزمان علاقة

آلة القول بالقول نفسه / ص11/ لؤي حمزة عباس /المكان العرافي )


*(بوم أخرس

:قمر هذه الليلة)

البوم في الهايكو السابق..إشارة الى ذكرى كئيبة / زمن آفل(البوم..وذلك الليل)..

وثمة برزخ بين ذلك الزمن وزمن الكتابة الشعرية

للهايكو..هنا لابرزخ..هذا الهايكو يلتقط صورة فوتو ماتونية للحظة(هذه اللحظة)..

وهذه اللحظة مسلوبة التعبير رغم رداءة الصوت

(بوم أخرس)..من جانب آخر ..نلاحظ أن الهايكو أعتمد المسمع لا المشهد..مما اعطى النص/ بلاغة إختلاف عما هو 

مألوف..ويعضد إستنتاجنا هذا ،تساؤل رولان بارت (هل اللوحة دائما مرئية؟يمكنها أن تكون صوتية..وأستطيع أن اقع في غرام 

جملة قيلت لي ..بسبب

صياغتها التركيبية / ص 178/ رولان بارت / شذرات في خطاب العشق )


أن الوعي الشعري لدى بلقيس خالد(يتمرد على موضوعه وعلى طرائقه التي أعتادها في إدراك الموضوع/ص292)..


*(قالوا

:أنكسر المصباح

من يقنع عيني

إنها على مايرام؟)

هم قالوا...

لكن قولهم احدث خلخلة في يقين الذات،فصوغته تساؤلا(من يقنع عيني...؟)..يمكن أن نرى في(اللاأدرية المصاحبة لغياب اليقين 

ثمرة إنكسار الحلم؟ /ص292) لكن المفرح أن هذا ألإنكسار يشحن الذات بقوة رافعة (تغدو فيها ألأنا معلقة في الفضاء) ومن هذه

 اللحظة ستؤثل ..بلقيس تلك الأسئلة الثريا فهي لحظة(لامجال فيها سوى السؤال الذي يولد السؤال،السؤال الذي يمزق الوعي بين 

الطرفين المتناقضين لهذه اللحظة المدمرة)


ونحن هنا امام نسق ثنائي: خبر يصل إلأذن من كثرة(قالوا...إنكسر المصباح) وذات مرهفة ترى في القول..تلطفا..لأن عين هذه

 الذات ،لاتقتنع بقول الكثرة بل ببصر عينها.وهنا يتحول عطل الصناعي

(المصباح) الى عطل في عين الرائية / الرائي(من يقنع عيني إنها على مايرام؟)..أن هذا التضاد إلأتصالي بين قول الكثرة/ قناعة 

العين برؤيتها..يفعل توصيل ألأثر الدلالي .

*(زورق فضي نحيل

يتهادى

ما أن

يتوسط ماء الليل

يغدو يونس )

هنا يتجسد إشتغال الشعري على ألإستعارة بتفرد لذيذ..وإذا كانت وظيفة ألإستعارة هي بث الدهشة في أفق المتلقي،فأن هذا الهايكو 

بلغ اعالى الغايات ..وحسب عبد القاهر الجرجاني في(دلائل إلأعجاز) :أن إلأستعارة


إدعاء معنى ألأسم للشيء،لانقل إلأسم الى الشيء..وقد إنحاز الهايكو ل إداعاء معنى ألأسم : فالهلال زورق فضي،والليل ماء

 يتوسطه حوت،سيلتقم الهلال كما ألتقم النبي يونس عليه السلام..قوةألإستعارة هي أرضنة الأعلى،فالقمر: زورق..والليل ماء

 وخسوف القمر..يكون له ازدواج قيمي: مرجعية دينية : إشارة الى النبي يونس، والقيمة الثانية هي المرجعية الميثالوجيا التي 

تذكرنا بأصوات طفولتنا(ياحوتة..هدي..هدي..هذا عور

شلج بي) ولاتخلو هذه الترنيمة من تقليل شأن القمر فهو قمر أعور ،لكي تزهد ه حوت السماء وتتركه

يضيىء لنا..وألإتصالية النصية بين الهايكو والنص الديني/ الميثالوجي ..تحيلني كمنتج قراءة الى جيرار جينيت

حيث تم انتاج الهايكو ،عبر ترشيق موضوعاتي وأسلوبي للنصين :الديني/ الميثالوجي

*(في ظلمة البحر

البواخر

طيارات ورقية

تجرها..

خيوط الفنار)

الصورة في هذا النص ليست فوتوغرافية..انها لقطة سينمية لاتكف عن الحركة..

الليل في الصورة كثير..ليل بحري..واللقطة ذات شحنة إيحائية فالليل على كثرته

لكن... الذي يستقطب البواخر ..هو الفنار..

على قراءتي أن تتوقف..داعية فطنة القارئة والقارىء للمشاركة...

*(بحاسة السمع:

أتلمس النهار،عمياء الشمس

لولا العصافير)

هنا تكون الرؤية بألأذن..يبدأ النص مجرورا (بحاسة السمع) لشد إستجابة القارىء..لو كان النص هكذا

(عمياء الشمس / لولا العصافير) لتحول الغموض إغما ضا....لكن النص كما هو مثبت بأنزياحه

يمنحنا صورة شعرية إيحائية / مركبة ..ف(عمياء الشمس لولا العصافير) ..ثمة محذوف هنا

والمحذوف مثبت كعنوان فرعي للمفصل ،أعني كلمة (زقزقة)..هنا حولت الشاعرة برهافتها اليومي

الى شعري آسر ،كلنا سمعنا ونسمع ..واحيانا نستيقظ على زقزقة العصافير،والسجناء يعرفون


النهار ،صوتيا ..من خلال زقزقة أشجار المعتقل ،أقول ذلك من تجربتي المتواضعة .


ما فعلته بلقيس هنا ..إنها منحت اليومي ،من خلال الشعر، حصريا قيمة إضافية ،عبر كيفية شعريا


في التقاط اليومي وتشغيله شعريا.


(ليل بلا نجوم

من دسه في حقيبتي؟)

يشترك هذا الهايكو مع(بوم اخرس/ قمر تلك الليلة) و(متشابهان بالقنوط / البوم وذلك الليل)


وإتصالية إلأشتراك هي : السيادة المطلقة السالبة للظلام .


*(غمامة

لامظلة

تلك التي حجبتك عن الشمس)

لدينا اتصالية كشف تؤثلها الحساسية الشعرية،بين الصناعي(المظلة) وبين الطبيعي(غمامة)


*(الليل: جدار

ي

ت

س

ل

قه

النهار.)

على وفق عبد القاهر الجرجاني، ان ألإستعارة هنا هي إستعارة المعنى وأستعماله في غير موضعه

تحول الزمن /الليل الى مكان عمودي / مستقر/ عازل..الى جدار وتحول النهار الى كائن متحرك

يجتاز جدار الليل عبر تسلقه..لدينا لقطة سينمية ثرة بأيحائها الشعري.

*أعطني عينيك

لأراني

عمى المرآة

ضيعني )

برؤية آلآخر تنتصر ألأنا على عمى المرآة ..إذن آلآخر هو أناي..وبيني وبينه إتصالية تكاملية..

هنا أصبح آلآخر مرآة ألأنا..مرآتها المبصرة الراصدة ، ثمة تطابق بين ألأنا وآلآخر كل منها لايكتمل دون آلآخر بل هما يتماهيان

 ،آلآخر هنا هو العين والمرآة التى لاتريد ألأنا أن ترى غير مايراه آلآخر ويعيشه ويتحرك في حدود/ص 179/ جابر عصفور)

 ونحن امام الثنائية ذاتها السواد / البياض من خلال العمى /البصيرة


*(قميص: أظلم الدنيا وأنارها)

نحن هنا أمام مفردة نكرة (قميص)..وتبث هذه المفردة النكرة أزدواجا قيميا متناقضا : الظلام /النور.. والبث المزدوج لانهائي له 

سعة الكلية ألأرضية : (الدنيا)..ومرجعية النص مضمرة إضمارا شفيفا يمكن للقارىء استعادتها(أذهبوا بقميصي هذا فألقوه على 

وجه أبي يأت بصيرا../93/ سورة يوسف)..على مستوى آخر يحق


لأفق التلقي،ألإشتغال بعيدا عن المضمر،من خلال سياق التأثر والتأويل.

*(يكتمل القمر

في سماء الشراشف

بأنتظار الحوت )

الليل هنا حاضر بآيته(القمر)..وألأستعارة في غاية اللطف..والعلاقة بين الحوت والقمر هي ذات منحى مزدوج

فيها البعد الميثالوجي وكذلك تفعل تأويلا سيميائيا..ويحيلني هذا الهايكو الى(زورق فضي نحيل / يتهادى/ ما أن يتوسط مياه الليل / 
يغدو يونس)

*المجلات : وسادتي

شراشفي الصحف

وبقية شمعة: ..قمري.

الهايكو هذا بسيط واضح في السطرألأول والثاني..لكن السطر الثالث يغير المسار بأستعارته الشعرية

بقية شمعة..قمري..،نلاحظ هنا أن هذا القمر ألإستعاري..سرب من الحيتان تترصده ..لكنه محصن بضوء

العرفانية /المعرفيات / والعارفة تواصل بساطة العيش وتتناول المعرفيات دون إدعاء،لم تباهل بعنوانات معرفية


بل توسلت التعميم المألوف (مجلات/ صحف)..ورهين بفطنة التلقي كيفية إستعمال هذا المفتاح التأويلي في تفكيك،مغاليق 

النصوص /31ص محمود عبد الوهاب / ثريا النص


*قصيدتي: ثلاث مرات

تصيح القصيدة

قبل صياح الديك

نحن هنا ..أمام نص يتغذى على مرجعية مضمرة ،ويفرض علينا في ذات الوقت ،أستبعاد المرجع وأستبداله


بالنص الظاهري الحسي ،المتمثل بهذا الهايكو،وهنا علي كمتلق أن لاأقيس نصا بنص ولا أقارن بين النصين

بل علي أن افعل أستجابتي حد إنصهارها بأفق النص ،و يكون مجدي كقارىء منتج ،لأن(مجد القارىء يكمن

في أستكشافه أنه بأمكان النصوص أن تقول كل شيء بأستثناء مايود الكاتب تدليله،ففي اللحظة التي يتم فيها الكشف عن دلالة

 ما،ندرك أنها ليست الدلالة الجيدة، أن الدلالة الجيدة ،هي التي ستأتي بعد ذلك/ص43/ امبرتو ايكو)..والماثول المشترك بين

 النصين هو نسق الصياح...

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
*بلقيس خالد/ بقية شمعة قمري/ دار الينابيع / دمشق /2011

عن الكاتب

.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

بلقيس خالد

google-site-verification: googlee09bc7865ace1b6b.html