بلقيس خالد

الموقع الرسمي للشاعرة والروائية بلقيس خالد

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

قراءة في قصيدة الشاعرة بلقيس خالد ( تجريد ) يحيى رمضان الحميداوي

 يحيى الحميداوي
قراءة في قصيدة الشاعرة بلقيس خالد ( تجريد )



لوحة فنية تجريدية تحاول الشاعرة إن تبدأ بلملمة ألوانها وتسبغ عليها من مكنونات ذاتها التي تمتلئ بشاعرية نقية بدأت الشاعرة نصها معنونة إياه (تجريد) حيث يقول مايكل سيوفور إن التجريد بمعناه الفني هو ( هو شيء يبدأ من لاشيء ) والتجريد هو عزل ظاهرة معينة من ظواهر أخرى ....وفي اللغة التجريد يعني ( القحط والفقر والجدب ) ولتفسير العنوان على القارئ إن يهرول هرولة لذيذة ومتأنية مع النص حتى النهاية ليجد إن الشاعرة بدأت بتجريد كل شيءمن معناه المادي إلى معني ذاتي داخلي متصور كفكر في مخيلتها ليتمحور في حرفين حاولت التأكيد بتكرار الحرفين وجمعهما معا لتكون خاتمة النص ( قبلة )هي ما أرادت إن تقوله بأنها تجردت من كل ما هو مادي زائف وتعالت إلى ماهو روحي لكي تلهم معشوقها قبلة بريئة مجردة من كل النوازع الذائذية ....ومن غير الممكن إن تكون هذه القبلة جهارا نهارا هاهي تحاكي الليل وهو يوزع ظلامه على كل النوافذ لتصتبغ بلون السواد وتتساوى في ظلامها رغم ماتحمل من فوارق بينها لتعلن المتاهة ورقود الآخرين عنهم فليس هناك من متربص لهذا العشق سواهم ...(الليل .........
مزج.. ألوان النوافذ
ألوان..تعانق المتاهة )
حين أغلقت الشاعرة نافذة الألوان فتحت طريقا أخر للمتاهة التي أعلنها الليل ليجمع العاشقين وهم يلوذون عن الآخرين بالطهر ويقرؤون ما تيسر من سور العشق التي أرقتهم ...( المتاهة: تملأ الأفق وضوحا )....
تعود الشاعرة بلغة نقية وغير متكلفة وتهطل باشتعالات ملونة لتقرأ الليل بصمت يزحف للتسارع دقات قلبها وهي معلنة لحظة اللقاء متأملة هذا القادم من متاهات أرستها دعائم ليلها المفترض وهي تعيش فرضيات واحتمالات رؤيتها التي انطلقت من ذاتها الحالمة التي تبحث عن نقطة ضائعة تؤرخ لها وتحاول اللحاق بها في متاهة الليل المظلم المتجرد من كل شيء ما عدا افتراض حضوره المرتقب (الليل:
صمت يتسارع في صراخه
حين تأملته..
اتكأت على الرؤى
لأمسك نقطة ضائعة )
في قمة الترقب والانتظار وفي لحظة الانصهار الكبرى ربما هي الدهشة أو التماهي في الأخر روحا وجسدا تفقد الخيط السادس من حواسها لتجعلنا نشاركها الدهشة هل فقدت الخيوط الأخرى لحواسها قبل لحظة الفقد الأخرى لتعلن أنها تجردت من كل الحواس وهي تترقب أم أنها بدأت تفقد الحواس مبتدئة بالخيط السادس لتعلن بعدها إن الألوان ماعادت تعرف تفاصيلها وهي قمة الانصهار وعنفوانه أنها تقف على أجزاء ذاتها التي تلاعبت بها لحظات الانتظار لتفقد توازنها وهي تعيش الأمنيات (انقطع الخيط السادس من
الحواس..
وانزلقت في لوحة..
من اللحظة الأولى
فقدت الألوان..

توازنها )
في لحظة من التجلي تبدأ الخيالات تزحف للتتؤام مع الذات مكونة تمازج أخر في المحادثة فها هو الليل كائن يولد من جديد ليبدأ حديثه وهو يتأمل العاشقة المنتظرة التي انعكست حيرتها وترقبها على وجه الليل الذي أصبح مرآتها التي ترى تقاسيم وجه ذاتها المرتبكة ....تستمر المحاكاة لتزف الشاعرة لروحها بصيص الأمل حينما يخاطبها الليل انه سيزيح الغمام لتسطع الأقمار الحبلى بالترقب والجمال ...نعم ستجلي الغمام حين حضوره وستعلن توقف الخوف والموت البطيء الذي يزحف مع خيوط الانتظار
وسوف تتوقف مخاوفها والآهات التي تنبعث من ذاتها المترقبة ...
ويستمر الحديث ليتحول إلى زاوية من زوايا البوح والإعلان لتعلن أنها عاشقة حتى الخبل والثمالة ....عاشقة تنتظر هطول عاشقها من سماء أغرقها الليل بسواده المعتم (وقبل إن تتوقف
الفرشاة
رأيت الليل يتأملني
وعلى وجهه تشابكت خطوط حيرتي
وضع فرشاته..
قال: هنا تتعافى عتمتي..
أزف الغيوم لتنزلق الأقمار
منطفئة تحت رمادي ..
هنا تيبس النسيم
للآهات نار تنعشني
أكسير الليل
:قلب ينتظر.
انتفضت ألواني
صارخة
:ابعد زيت الآه..
عن ماء وجهي .
تراكم ..الأفكار
يمحوني
عاشقة أنا..
تحت فرشاة الليل..
من صيرني لوحة تجريد؟ )
وفي قمة الترقب وعقارب الساعة تنحني نحو الغبش ولهيب الانتظار يمزق كل الخيوط ....يعلن الهاتف لحظة الانزياح والتماهي وتتشكل الروح طائر يحلق في فضاء النداءات التي يطلقها الهاتف كأ ن رنينه معزوفة منتظرة منذ الأزل لترقص التفاصيل مع انبعاثها .........ليصبح الكون لعبة صغيرة لاتسع لنبعاثات الأمل التي تحتوي روحها الهائمة في ملكوت العشق الخالد ..... وحين الذروة وهي في قمة العطاء الشعري تترك للقارئ المسافة الكبيرة ليرسم مايحلو له ويضع مايضع من ألوان لأنها جردت اللوحة من كل المتاهات وجعلت الصورة من أوضح الصور حين لخصت انتظارها وتماهيها في ماكانت تشتهيه الذات المغتربة في زوايا الليل ................( هاتفي..
هاتفي..
صوت يمزق الغبش
ابعد رمادك ..يا..ليل
العشق ينادي
يجرني خيط الفجر
..........
أمزق ..الإطار
أحرر... النافذة
الفضاء..كله
لا يسع.. أجنحتي )
وحينما تعلن اللوحة انهمار الضوء وانبثاق الشمس مزيحة غبار التمنى بحضور العاشق ليحتضن حبيبته الغارقة في أحلامها .......تعلن أنها تركت للأخيلة تخمين الحرفين المجتمعين لتوكيدهما .... تجمعهما ليكون ناتج الحب قبلة .......
أمزق ..الإطار )
أحرر... النافذة
الفضاء..كله
لا يسع.. أجنحتي
....
أضرب..
أضرب بفرشاتك..
ينبثق الضوء
مصفقا ملء حنجرته
: شمس .....
و
بملء أوردتي
استنشقت صوته
حرفين + حرفين
قبلة: لفظهما).

الشاعرة بلقيس خالد اثملتنا بنص شفيف وبريء لنثمل معه بخمرة الحرف المعتقة وبتجرد كانت لحظة القراءة لحظة شيقة وجميلة أشبعتني متعة وأنا أتنقل بين خواطرها وذاتها التي تلاحق عاشق الليل المنتظر ......حتى إنني عشت لحظةالأنتظار والشموخ معها ..احتواني النص وحلقت معه .....

يحيى رمضان الحميداوي
بغداد
تجريد
بلقيس خالد
الليل..
مزج.. ألوان النوافذ
ألوان..تعانق المتاهة
المتاهة: تملأ الأفق وضوحا
الليل:
صمت يتسارع في صراخه
حين تأملته..  
اتكأت على الرؤى
لأمسك نقطة ضائعة
..............
انقطع الخيط السادس من
الحواس..
وانزلقت في لوحة..
من اللحظة الأولى
فقدت الألوان..
 توازنها
........
وقبل ان تتوقف
الفرشاة
رأيت الليل يتأملني
وعلى وجهه تشابكت خطوط حيرتي
وضع فرشاته..
قال: هنا تتعافى عتمتي..
أزف الغيوم لتنزلق الأقمار
منطفئة تحت رمادي ..
هنا تيبس النسيم
للآهات نار تنعشني
أكسير  الليل
:قلب ينتظر.
انتفضت ألواني
صارخة
:ابعد زيت الآه..
عن ماء وجهي .
تراكم ..الأفكار
يمحوني
عاشقة أنا..
تحت فرشاة الليل..
من صيرني لوحة تجريد؟
............
هاتفي..
هاتفي..
صوت يمزق الغبش
ابعد رمادك ..يا..ليل
العشق ينادي
يجرني خيط الفجر
..........
أمزق ..الإطار
أحرر... النافذة  
 الفضاء..كله
لا يسع.. أجنحتي
....
أضرب..
أضرب بفرشاتك..
ينبثق الضوء
مصفقا ملء حنجرته
: شمس .....
و
بملء أوردتي
استنشقت صوته
حرفين + حرفين
قبلة: لفظهما.
 

عن الكاتب

.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

بلقيس خالد

google-site-verification: googlee09bc7865ace1b6b.html