بلقيس خالد

الموقع الرسمي للشاعرة والروائية بلقيس خالد

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

إبداعنا العراقي من حيز ألإسترجاع ..إلى أفق التوليد



خماسية الخريف -4- 
   مقداد مسعود
" لاأستطيع ان اغمض عيني عن تأثيرات الحروب في حياة الناس "
    الروائي مهدي عيسى الصقر

" أم الشهيد الشهيد تلاشت ... وماتزال كفاها تلطمان الفراغ وللريح... : حنجرة العويل ."
       الشاعرة بلقيس خالد
                              
مروحة ألأفق..
كيف نكتب ...؟
ماذا نكتب....؟
....أكتب ؟
 نكتب ..راهنية لحظتنا العراقية،برصانة تقليدية لاتمت بصلة لتموجات قلقنا المغامربمصائرنا ؟!
 هل يمكن إستئصال هذه اللحظة من جسد الوقت العراقي ،دون تشويهه..؟..وتشويهنا؟
 اليست لهذي اللحظة جذور وتفرعات عالية ودانية في الهواء / المفخخ؟
لحظة عراقية .. صيّرنا وخزاتها .. بألأمل : تشحن أشرعتنا ..
         -2-
من هنا تتفاعل إتصالية التضاد بين الفني / السياسي..
سلطة السلطة تصنع لنا ساعةجماعية بتقويت أفقها..وكأن هذه الساعة  عملة نقدية وجهها ألأمن وقفاها ألإستقرار
من هذه العملة تنبثق اشكالية تبررقسوة السلطة وإستبدادها..فأستقرار السلطة سيطارد ألأمن ..ونلتحق ب(العطلة التاريخية) أثنية الخصصة / الثراء..
هل يمكن  مقارنةعطلنا التاريخي، بعطل الحاسوب ..؟ّ!*
عطلنا كما أراه هو غياب روح المواطنة في الغالبية العظمى،غياب يتكاثر بإنشطار سرطاني في البنيان
الفوقي والقواعد التحتية ..مؤديا إلى تمسيخ مكونات الوجود الجماعي..لم يتموضع الغياب في بنية واحدة
بل تنافست البني على تبنيه وهكذا صار الكلام متأزما ،هو آلآخر،فإنزاح الكلام قسرا من دلالته في ذاته
إلى دلالته خارج سياقه اللفظي،وهكذا ظهر المأزق بين(بنية المفاهيم وتشكلات السياق المتنزلة فيه).
الفنان..يصوغ دمه على سعة نافذة الحلم/ الحقيقية..وهو في صوغه يكون ضد المؤتلف في ألأسلوب والحياة
سعيا نحو حليف استراتيجي للفكر..أعني ألأمن ...وعلينا ان نختار : الصفقة؟ او المقايضة؟
الفنان يعي جيدا ..سلطته : اللغة.
المحلل النفساني: يرى أن مشكل اللغة يقع في صميم عمله،ومن خلال تفكيك اللغة يكون في جذر
 ألأشكالية ألإنسانية..
السياسي هو السلطة بذاتها ولذاتها..هكذا يرى السياسي نفسه وعلينا ان ننحشر في رؤيته كلنا.
الفنان..قوته في تجاوزه لمدياته وإجتراحه قارات بكر..تنتج مسرات لانهائية وتطيل حلمنا المّلون
لكن..كم ملعونة (لكن) وهي تدفعنا للإستدارك.!!.الحياة سريعة..ومصحوبة بهبوطات إضطرارية ودون مظلات
والفهم من قبل آلآخرين لأحلامنا اللغوية ينافس السلحفاة في خطواتها المتمهلة..
و(ماتمنحه الكتب للأنسان – الفرد يتطلب زمنا طويلا ليظهر له أثر ومن السذاجة بالدرجة ألأولى،أن نسعى
عن طريق القراءة لحل مشاكلنا آلآنية المعتادة ) بحسب الروائي العراقي فؤاد التكرلي.(*)
-3-
في مقالتنا هذه نحن امام حيرة واحدة ..كيف ينكتب الفرح نصا عراقيا؟ وليس هناك من حفلة تعارف عراقية بيننا!!*
هذا السؤال يعلنه الروائي الكبير مهدي عيسى الصقر خارج نصوصه الروائية وداخل كتابه المعنون:
(وجع الكتابة) وهو اشبه مايكون سيرة لبعض نصوص الروائي.. ومن خلال وجع الكتابة يبرر روائيا مايجري لشخوصه القصصية والروائية  وكأن الفرح العراقي صخرة كلما حملها الروائي من قعر الوادي الى قمة الجبل سخطت عليه الشروط ألإجتماعية ودحرجتها ثانية لتستقر في القعر .. لكن الروائي يواصل المحاولات او الفرح  عبر الكتابة وسنشاركة فرحا روائيا عبر القراءة .. وهكذا نقرأ الفرح ونحن نكتب مايجري من اوجاع لمسراتنا المجهضة  ولدينا نصوص للشاعرة بلقيس خالد تطوف حول حيرة النص العراقي ذاتها ، كيف يتجاوز النص مايجري كتابيا من خلال رؤية مابعد آلآن ، ليكون ألأدب مطرزا بأجنحة النوارس وصراخها ألأخضر ..كينونة أدبية لاتتغذي من برنامج السياسي ،على مستوى القصيدة وتخاطبها  لامن خارج النص أو بنص مستقل كما فعل أديبناالصقر في (وجع الكتابة) بل من داخل نصوصها الشعرية وهي تطرز بألأزهار لحظتنا وعيا منها
 بضرورة كسر أفق مايحدث عبر ذاكرة توليدية إستشرافية تعي قسوة مايحدث وتتفاءل خيرا وهكذا يصير وعي
  التفاؤل هي مناداته للحضور ..للمشاركة بنغماته الكرنفالية . .بلقيس خالد ،ترى القصيدة
(تنهض كمثل بيتٍ يتدلى في الفضاء يسكن هذا البيت مهاجر أسمه المعنى)*
1-1
حين يكتب القاص والروائي الراحل مهدي عيسى الصقر(كنت أتمنى لو أن الرواية جاءت اقل قسوة
وأكثر إشراقا غير أنك لاتستطيع ان تفعل شيئا تجاه النص الذي تشكل بالصيغة التي انتهى اليها)(*)
كأنه يريد القول ان للنص سيرورته المستقلة عن إرادة منتجه ،الذي كان يرغب بمنسوب أدنى: قسوةً .
 ويمكن كقارىء منتج أن أستروح إتصالية تضاد بين داخل النص وخارجه..ثم يعود الصقر..
 للتضاد نفسه معلنا: (لاأريد للرواية أن تكون معبأة بمشاعر الحزن فمشاعر الحزن مرهقة ،
غير ان ألأحداث تفرض شروطها، أحيانا وتجريد النص من مثل هذه المشاعر يجعله غريبا عن واقع
حياتنا)(*) أما سبب الغرابة ،فهو رفض المتلقي العراقي لمثل هذا التجريد الذي يشوه النص (وأنا لاأكتب
لقارىء وهمي يعيش في عالم غير عالمنا )(*) ويمكن أن نفسر جملة النص ذات المضمون الذرائعي
كالتالي: أنا أكتب لمواطن عراقي له مكابدات( ربما أكثر هولا مما كتبته أنا في هذه الرواية أو في غيرها
..أنا لاأكتب بناء على طلبه كما انني لاأكتب لقارىء لاوجود له).(*).هنا علينا ان نقف وقفة مجهرية عند هذه
المعادلة ،حيث نفر لايستهان به، من كلا الجنسين ،يتملق القارىء على وفق مقولة المخرج حسن ألإمام
(الجمهور عاوز كده) وهي مقولة تسويقية ذرائعية لبضاعة تخاطب جمهورا يتعامل مع ألأدب والفن
من باب ألإستهلاك السندويجي / الوجبات الساخنة الخفيفة، وهي بضاعة لها رواجها في اغلب مواقع
النت  وإستطاع النت ان  يتمرد على تقينة الحاسوب، التي تشكو منها الراوية في ( برهان العسل) (*)وفي دور النشر العربية حيث اصبحت الموضة آلآن هي الكتابة آلآيروسية في الشعر والسرد
وكأنها الكتابة العذراء الوحيدة التي لم يطمثها انس ولاجان..!! وهذه الوجبة من الكتب
(تخاطب عامة الجمهور الذي لايتعب ولايبذل جهدا لقراءتها. نعرف ان الريح هو من يقلب صفحات
الكتب ألأكثر شهرة .فقراءتها من الضروري أن تكون جد سهلة،بحيث يمكننا ،دونما حرج،القفز
على صفحاتها) بحسب الروائي الطاهربنجلون (*)بذريعة التطور صيروا المعنى : بضاعةَ
سيجوا الطبيعة وأرغمونا للدخول اليها من باب : السياحة.!! والثقافة هي من يربح المليون من خلال
حفظ قوائم بإسماء الكتب ومؤلفيها ولاشعر سوى عمود القصيدة النفطية.!!.هل نحن نتفرج على مسرح
مظلم في قاعة مظلمة..والكل صامت خوفا من ضوء كلام يبرق فتنهتك الخفايا؟ هل كل ما يجري
هو تكرير واقعي لإنتاج ( في الظلام) تلك القصة القصيرة المدوية..كتبها نجيب محفوظ ابان هزيمة حزيران؟
أي كوميديا تنزفها الثقافة العربية؟ كوميديا رثة!! لاتنتسب لألوهية دانتي،ولالأنسانية بلزاك أو وليم سارويان.
من غيّب اللغة؟ واطلق علينا سيادة الشيء؟ كيف فصلنا السيرورة عن منطقها ؟ من حذفها من سجلنا
القيمي للأخلاق والمعرفة والعرفانية؟ كيف  إنتقلنا من رؤية النسق الشمولي إلى تفتيت الرؤية؟
كيف إنتقلت الثقافة من تأثيل المعرفيات إلى لغة ألأثاث وألأكسسوار؟ في مجتمعات تتطوح من سكرة الجوع
وغياب سماء تصلح للطيران؟ من صيّر الديكور هو المسرح؟ والحداثة هي تغير أثاث الكتابة
لاذاكرة ألأثاث؟!
أتساءل ثانية ..من غيّب اللغة؟ وأطلق علينا سيادة الأشياء؟ أليست اللغة ثريا من الدلائل؟ اليست
اللغة مؤسسة اجتماعية ؟ تتدفق عبر انشطة التخاطب والتواصل عبر قنوات: العائلة/ المحلة/ الفضائيات
المدرسة/ الحاسوب/ النت./ المؤسسة الدينية/ ..الثقافية/ الرياضة / الصحافة/ ألأحزاب/ الميلشيات.وهكذا نرى كيف تؤثل اللغة ..إتصالية بين المكون الشخصي وألإنفتاح على البراني...وهنا كقارىء منتج أفعّل كشطا معرفيا أمام المسميات
السابقة التي منها تتأثل انظمة السلوك(كومفورميا)..ان هذه المسميات هي التي تضطهدنا عبر تزييف وعينا
بغواية التسلية أو الضرورة،أليس ألإضطهاد(جعل الشيء غيرعلني)؟؟ أليست قنوات التواصل،اشبه بإقفاص
ونحن أشبة بفرائس راضية مرضية، نتمطى فيها..ويتزامن إكتشاف تزييف ألإتصال،مع إكتمال إدماننا عليه!!
اعني بالتزييف ألإتصالي،ذلك (العنف الرمزي،ذلك العنف الناعم واللامحسوس واللامرئي من ضحاياه أنفسهم
والذي يمارس في جوهره بالطرق الرمزية الصرفة للأتصال والمعرفة،أو أكثر تحديدا،بالجهل وألأعتراف أو
بالعاطفة حدا أدنى،هذه العلاقة ألأجتماعية العادية بشكل غير عادي،تمنح إذا مناسبة مميزة لإلتقاط منطق الهيمنة
الممارسة،بأسم مبدأ رمزي معروف ومعترف به من قبل المهيمن على المهيمن عليه/بيار بورديو)..(*)
وبالطريقة هذه يسهم الجميع في(تأبيد ألأعتباطي)؟؟
من مسخ فاعلية اللغة؟
من أصابها بكل هذا الضمور؟
من أزاح غموضات ألإدراك الجمالي؟
وثبت ألإدراك الحسي الفج للكلمات ذات ألأستعمال الواحدة كالمناديل الورقية.؟
من حدد إقامة اللغة براتب بخس كموظفة تواصل؟ وجعلها تنتج كتابات كلها بلا كاتب..واعني بذلك
اننا امام ركامات لفظية منغولية الملامح، لاعلامة فارقة فيها..
ومن أجل ان ننتقل من الرماد إلى الشجرة ، نصرخ عاليا عاليا :
(إن جميع التحولات الكبرى، في التاريخ الشعري العربي، تؤكد ألا شعر خارج لغة عالية، إبداعيا وفنيا
: تضع ألإنسان والعالم في علاقة لغوية – جمالية – فكرية – فريدة ومختلفة.فحيث لالغة، بهذا المستوى،
وبهذه الدلالة،لاشعر- مهما كانت موضوعاته (عالية )في ذاتها / ادونيس ص91/ موسيقى الحوت ألأزرق)..
لاأزعم ان الحسم تنجزه قوة فردية..نحن ازاء اشكالوية مركبة..تحتاج ورشة عمل متنوعة المساهمات..
*
كقارىء منتج احيل فطنة من يقرأ او تقرأ الى نصوص (سافو) تلك الشاعرة اليونانية التي كتبت قصائد
الجسد وكأنها ترتل نصا دينيا كما احيل الى قصائد بيلا اخمدولينا..او روايات البرتو مورافيا..حيث
 الجنس .. له وظيفة في السرد ويخضع لتأويلات خصبة وكذلك في رواية برنوبونتمبللي
(المداعبة).. واراها اجمل رواية في توظيف الجسد بمدلولات باذخة الدلالات ..في هذه الرواية
.    يجري التعامل مع الجنس كثيمة فنية عالية ..وكمعادل موضوعي لإفول شمس ألإندلس..
..................................................................................
الروائي الصقر يؤكد على شرطين ابداعيين:
*لاأكتب بناء على طلب .
*لاأكتب لقارىء لاوجود له
هل الشرط ألأول ينفي الثاني؟ ام يستأنف الشرط  ألأول بطريقة توضيحية؟ حيث هناك قارىء يخاطبه المؤلف
ويتراسل معه سرديا في القصة والرواية ..وهذا لايعني انه قارىء نمطي ،يتعصب لنصوص المؤلف ويبرر موضوعاتها
1-2
يعود الصقر الى الموضوعة ذاتها( كنت اتمنى لو كتبت بدلا من روايتي(بيت على شاطىء البحيرة) بمناخها
المأساوي عملا آخر مختلفا،يظهر فيه الناس عيونهم تلتمع بوميض الفرح وألإطمئنان الى ما يأتي به المستقبل
لكني لاأستطيع ان اغمض عيني،عن تأثيرات الحروب في حياة الناس وأن انتزع ألإحساس بالمرارة وألأسى
من خلجات العيون وأرغم شخوصي على ان يتكلفوا ألأبتسامة ويتظاهروا بالسعادة والرضا، لأنهم عندئذ
لن يكونوا عربا من هذا الزمان) (8) من خلال هذا المقتبس يعلن الروائي العراقي انه ليس مصابا بالتراجيديا
لكن الواقع العراقي المرير: هو الذي يرغم ألأديب العراقي على الطيران المنخفض..أو على القرفصاء
إذن ألأديب العراقي ،يسعى من أجل كتابة اقل وجعا ،لكن ألأبواب مغلقة كلها.والسبب كما تختزله الشاعرة
بلقيس خالد:
(التاريخ تصنعه المخالب
   ضحيته
 الحمامة )
(وجيز التأريخ:
عصا الرمان
عصا
قائد الوتريات
....
الدكتاتور
.....
ألإلكترونيك)
(نكتب : عراق ثراء
 نقرأها في المرآة: رثاء)
2-1
إذا مايطرحه ملف السلام ،يدور في ذاكرة ألأديب العراقي ،رغم كل الأمزجة الثقفية( نسبة إلى الحجاج الثقفي)
  ..شروط الحياةاليومية الراهنة،هي الحاجز الكونكريتي ،التي تقف امام اجنحة ألإبداع..اليسار العراقي عرف
 كيف يشحن مفردة (السلام) في أدبياته ويفعلها في البنية ألإجتماعية .. أصبح كل من يتحدث عن هذه المفردة
ويسهم في تموجاتها الشعبية: تكون له ((حظوة)) عند الجهات ألأمنية كافة !!
هنا أتساءل مع المفكر الهندي (هومي بابا) : كيف للفاعلية التاريخية أن تؤدي في تحول السرد ؟ كيف لنا
أن نؤرخ ماهو منزوع التأريخ؟ فما الذي يعنيه أن تقع على ماض هو بلدك وقد اعاد آلآخرون تصنيعه
ألإقليمي بل وإرهابه)(*)
2-2
كتابة الحرب ..أعني مسارد القتال والمعارك ومؤثرات ذلك على أضوية المدن في  الحقيقة
والمجاز .. هذه الكتابة هي نتاج ذاكرة إسترجاعية ذات نزعة وثوقية،لاتكترث لترهلات إجراءاتها.أحيانا
أما الكتابة عن السلام وتأسيس سروده ،فهي نتاج ذاكرة توليدية ،شريط ان تتجنب الحتم/ الوجوب / كسيرورة
تاريخانية،وهنا أتساءل اليست الكتابة عن السلام هي محاولة جادة،لتعميم ألإستثناء المنشود؟ محاولة تشترط
على الذاكرة التوليدية،القيام بتحطيم كتل الكونكريت ، دفاعا عن ألأخيولة الفنية ،واضعين في الحسبان ان الفرق
بين الذاكرتين : ألإسترجاعية / التوليدية ،هو الفرق بين ماهو في مكانه الدائم / وما ينبغي إنتاجه لمأسسة
جديدة للمكان .(لاضباب على ذلك
                   الجسر
                 كل حين
            تشرق الشمس بثوب زفاف )
2-3
ضمن إتصالية التجاذب / التنابذ بين الذاكرتين : يتموضع الجسد العراقي المنقوش على الدوام في كل من إقتصاد اللذة والرغبة وإقتصاد الخطاب والسيطرة.حركية المجتمع ،تفرض تحولاتها الجديدة ،تتحدى صلافة
أغتيالات العقل العراقي المتفرد(قاسم عبد ألأمير عجام)(عزالدين سليم)( كامل شياع)(خالد الفهداوي)
( هادي المهدي)........
 تتحدى الصراع على مراكز النفوذ... تغليب التناقضات الثانوية ،على التناقض ألأساس في الحراك العراقي
.. الذاكرة الجمعية لأقواس قزح ، تحاول ولاتكف عن المحاولة ،في التخفيف من جهامة كتل الكونكريت .
وحسب الشاعرة بلقيس خالد ...
                                   (ب ألألوان: يعلنون إنتصاراتهم
                                     على الجدران )
3-1
نتساءل مرة أخرى،ألا تدخل سرود السلام ضمن ألأمن الثقافي ؟ حين يكون ألأمن الثقافي يعني قدرة المجتمع
على صيانة خصائصه المميزة رغم الظروف المتغيرة والتهديدات الثقافية الحقيقية ،ويشمل اللغة فهي لاتبقى محتفظة بفاعليتها الهارمونية أثناء الحروب والمجازر،إذ يصيبها ما يصيبنا نحن البشر من سفك لطاقتنا البشرية
فاللغة من خلال علومها :آلة ضرورية يتم من خلالها تصنيع إستنطاقات موائمة لإستراتيجية وتكتيكات ايدلوجية
ولايكتفي ألأمر ألإكتفاء بآلية اللغة،فهي كذلك موضوعا خصبا للخلاف وألإختلاف والبحث وهي كلغة ستطلب
العون من(علم الكلام) وحسبنا بحرنا الموسوعي الجاحظ في هذا الصدد وهو يخاطب من يمتلك شروط الحجاج
اللغوي قائلا(ولو كان أعلم الناس باللغة،لم ينفعك في باب  الدين حتى تكون عالما بالكلام) وهنا تتضح لنا
 ضرورة التلاقح بين اللغوي والكلامي..
حيث تفقد اللغة (فضاء تجهيز المقاصد) ،يستحيل المتن اللغوي إلى محض حواش من جراء مأسسة إتصالية بين حرب المعنى/ مكر الخطاب..فالثوار ألأكراد كان النظام السابق يطلق عليهم مفردة(عصاة) ويطلق على حزب الدعوة (حزب الدعوة العميل) وبث أعداء الحزب الشيوعي العراقي نغمة (الشيوعية كفر وإلحاد)،ثم روج اليمين والمتياسرون..(الشيوعيون العراقيون :عملاء موسكو وبراغ) وليست اللغة وحدها عرضة لذلك  هناك اللغة المنسية لغة تعيننا على فهم لاوعينا عبر ألأحلام والحكايات وألأساطير،(*) وكذلك الذاكرة
الجمعية والهوية..في ألأمن الثقافي نحمي سماتنا الثقافية العراقية، من اي تخريب أو تشويه، مشيد من إتصالية حرب المعنى /مكر الخطاب عبر السعي الجاد للتموضع ضمن بنية الثقافة العراقية، لإستعادةالمحذوف عبر كتابته
                              (أرخي عنان ألأمنيات : أيها النهر
                                قبل أن تطفأ غابة الشموع
                              لقد اتحدت الزلازل – ألأعاصير – البراكين
                              وال.............مهرجون
                             :إنها الساعة الصفر
                                 حبات رمل
                                  تكاثرت
                                 تكاثرت
                                 تكا....
                               :صارت البلاد كل البلاد
                               ساعة رمل  )*
هنا نتساءل أيضا كيف نشيد أمنا ثقافيا لوحده؟
هل ثمة إتصالية بين ألأمن / ألإستقرار؟
لن ننوش مفتاح السؤال ألأول ،دون معالجة القفل الثاني..يبث الوعي الزائف تشويشا وهو يضع علامة= بين
ألإستقرار/ ألأمن ..وألإستقرار يحيلني لغويا إلى الحالة القارة اي الحالة الساكنة وهي بدورها
كتابة السلام من أجل إيقاف برهة بغيضة هي سيرورة ألإستبداد والقسوة ..نكتب السلام ليقرأه الواقع المعيش
حتى لايصبح السلام جسرا بين حربين او محض إستراحة للمحارب ،حتى يكون السلام زمنا بمديات واسعة
بالورد يكتسح الخوذ المثقبة وحقول ألألغام وأشرطة الحدود،ويتم منع التجار من تدريب مستقبلنا على حروب
سوانا.وإستيراد دكتاتوريات تتكاثر بألإنشطار وتتحصن بمكياج الميديا .
(بحاسة السمع: أتلمس النهار
   عمياء الشمس
     لولا العصافير)
3-2
كمواطن عراقي،أرى ان السلام في راتوب اللامفكرفيه ،ضمن الحراك السياسي، لأن المثقف العضوي العراقي
لاحضور له في مجلس النواب ، وغالبية القوى السياسية مشاركة في مفاتيح القوة ..تقبض عليها
وتملي شروطها الخاصة على الكافة وبحسب الفيلسوف أمبدوقليس
(تارة إنطلاقا من المتعدد، يتضخم الواحد إلى درجة يصبح فيها مطلقا. وتارة أخرى ينقسم من جديد
وهكذا يخرج المتعدد من الواحد)..وعلى المستوى الشعري، توجزه الشاعرة بلقيس خالد في قولها
                (ثمة كوميديا صاخبة، في مجلس النواب )
وإذا كانت الدولة تبتهج بقوتها الرمزية( العلم/ النشيد الوطني / طقوسها الشعائرية) ،فأن هيبة الدولة
تتجسد بسيادة السلام،فمن هذه السيادة ألأم تتغذى السيادات الوطنية كافة ، وعبر منظور الميديا
إذا كان الزعيم صانع سلام، فأن خطيبا واحدا فقط يوصله إلى الزعامة ،على حد قول (بيير كلاسترد)
وإذا كانت الدولة تقتات بالأساطير،فأن ألأديب وحده من يتذكر المستقبل، لأن الفنان من دون بصيرة
غنية ألأخيولة،إنما يرسم سطوحا وكلما إزداد تأملا بالسطح قل فهمه لما كائن وراءه حسب الكسندر اليوت.
ومن خلال تفعيل إتصالية بين علم إجتماع الثقافة وعلم إجتماع المعرفة، يتمكن علماء ألإجتماع عبر
بحوثهم السو سيولوجية / ثقافية من تصنيع مفاتيح للمتغيرات ألإجتماعية ،حيث تتحول البنية الثقافية
كبارومتر للإتصاليات ألإجتماعية المتنوعة المناحي..وفي هذا الصدد لايمكن نسيان إنجازات جورج لوكاش
التي انفتحت مروحتها بسعة ابداعية عالية على يد لوسيان كولدمان (1913-1970) والذي رأى في الرواية
المعادل ألأدبي للبنية البرجوازية في المجتمعات الرأسمالية، عبرإتصالية ألمنظور الليبرالي للأقتصاد
والمتغير الحداثي في المعمار الروائي...وشخصيا ارى في روايات كافكا نبوءة لما سيحدث عبر ألأنظمة
التوتاليتارية..هذه ألأنظمة التي استوقفت عندها طويلة الفيلسوفة ألألمانية (حنا ارننت)..كما عكست نصوص
ناتالي ساروت وآلآن روب غريية وميشال بوتور وكلود سيمون بشعرية سردية عالية حالات التشيوء
وألأغتراب في عالم الرأسمال وعلى المستوي السينمي كان فلم(ألأزمنة الحديثة) لشارلي شابلن وغيرها
إدانة لمكننة العقل ألأنساني وكذا كان الحال في خطوط كاندنسكي التجريدية وفي منحوتات جياكوميتي
النحيلة الطويلة الموحشة..
4-1
حين قرأت (جسر على نهر درينا) لإيفو أندريش، فأنا قرأت التاريخ روائيا، وكان يعينني الناقد المجري(لوكاش) في ذلك لكن حين قرأت للمؤلف ذاته( وقائع مدينة ترافنك)
 وكان ذلك في ثمانينات القرن الماضي، فأنني قرأت نبؤة رواية عن انهيار يوغسلافيا
هنا رددت مع الكسندر اليوت( ان القدرة على الخيال ليست شيئا بحد ذاتها، فالتخييل ليس حالة بل طريقة)
وإذا كان السلام وألأمن من الدوال في الثقافة العراقية، فأنهما على مدار الساعة عرضة للإنتهاك مما يجعلهما
مهددين ضمن الذاكرة الإجتماعية، لكن الوعي الجمعي واللاوعي يسعيان ويتغنيان بالسلام وألأمن .
رغم سوء ألأحوال الجوية...
*هي الورقة المشاركة في ملف السلام .المعد من قبل صفحة ثقافة في صحيفة طريق الشعب في ألأول من شباط 2010..نحن هنا وسعنا مديات افق الورقة المشاركة من خلال نصب مشيدات جديدة، فيها...
*(أنا أكتب حين أكون في حالة ألم.وأتسأل لماذا أكتب؟ لاأعرف تماما السبب ولكن كل ما أكتبه أعرف انه يقول مافي داخلي،ارمز أليه احاول شرحه.هي لعبة ذاتية وبحث في مطلق ألأحوال/  الروائية اللبنانية مي منسى من حوار اجرته معها/ كوليت مرشليان/ المستقبل/ 21/ آيار/ 2011.
*ترى الكاتبة  مي غصوب،( كان السؤال سابقا: لماذا أكتب؟أو..مالذي يدفع الكاتب إلى رواية قصته؟ وقد سبق لشهرزاد
أن أعطت جوابا لايدحض: أنني أسرد من أجل البقاء على قيد الحياة/ ص169..ثم تنتقل مي غصوب قائلة
(أكثر مايصدم هو ذاك الزي الجديد في طرح السؤال: لمن نكتب؟) ثم تنقل لنا تبريرا للكتابة نقلا عن ملحق ادبي فرنسي(لاعب كرة القدم ينقش احلامه وطموحاته على صفحة خضراء عريضة هي ساحة الملعب.
الكاتب يفعل الشيء نفسه على ملعب أبيض مصنوع من ورق لكن ما الذي يكمن وراء حلم لاعب كرة القدم
وما الذي يمنح الكاتب زخمه، وماالذي يطلق الكهرباء في رأسي ألأثنين وجسديهما/ ص171/مي غصوب/
مزاج المدن/ ط1 ألأولى/ 2011/ دار الساقي/ بيروت.)..
*بخصوص عطل الحاسوب..
(..هي شبيهه بما يصيب آلآلة في مجال الظواهر المادية..حين يتوقف جهاز الحاسوب،ولاشيء يبدو مسببا
للعطب وكم من حالة حصلت فلايجد المهندس الفني من قول يقوله لك وأنت تستنجد به إلا أن يهمس لك
: إن علم الحاسوب ليس من العلوم الصحيحة ،صحة تامة كالرياضيات/ ص16/ عبد السلام المسدي/ نحو وعي
ثقافي جديد/ كتاب مجلة دبي الثقافية/ ع/34/2010).
*فؤاد التكرلي/المسرات وألأوجاع/ المدى/  ط1/1998/ ص332
*كيف ينكتب الفرح نصا؟(عرف السياب منذ البداية
                             أن القدم الحافية لن تسيرَ
                            إلى معتقلٍ أومقتلةٍ، والفقر هو الشيطان
                           طالما كان هذا العالم في بؤسه وبهائه
                          مأدبة للآخرين
                         تقام باسمنا في كل مكانٍ
                       ليسطو عليها البرابرة، والغد غابة
                      لاتورق إلا على صيحات ذئابها
                       وكان كلما كتب قصيدة
                        هبط المستشفى
                         الى الهاوية )
 /ص31/ سركون بولص/ من قصيدة اسطورة السياب والغرين/ ألأول والتالي/
             دار الجمل/ الطبعة الثانية/ 2008/ بغداد )
*أدونس/ وراق يبع كتب النجوم/ دار الساقي/ ط1/ 2008/ ص171
*مهدي عيسى الصقر / وجع الكتابة / دار الشؤون الثقافية/ 2001، المقوسات من (1) إلى (4)
(*) سلوى النعيمي/ رواية برهان العسل/ رياض الريس للكتب والنشر /الطبعة الثانية/ 2008/ بيروت/
(الحاسوب نفسه برمج بالتقية لعدم تعرفه إلى الكلمات الحساسة/ ص118)
(*) الطاهربنجلون/ الكتابة والغرور/ مجلة الدوحة /ع46/آب /2011
*بلقيس خالد /بقية شمعة قمري/ دار الينابيع / دمشق /2011..
(*) هومي بابا/ موقع الثقافة/ ترجمة ثائر ديب / المركز الثقافي العربي / ط1/ 2006
(*)اريك فروم/ اللغة المنسية/ ترجمة حسن قبيسي /المركز الثقافي العربي/ ط1/ 1995
*بلقيس خالد /أمرأة من رمل / دار الينابيع / دمشق / ط1/ 2009/ المقوسات
*بخصوص حديثنا عن الدولة.إستفدنا من (الدولة مغامرة غير أكيدة / جاك باغناد/ ترجمة نورالدين اللباد/ ط1/ 2002
*أدونيس/ موسيقى الحوت ألأزرق/ دار آلآداب / 2011/ ص91
*بيار بيورديو/الهيمنة الذكورية/ ترجمة د.سلمان قعفراني/مراجعة د.ماهر تريمش/ المنظمة العربية للترجمة / بيروت / ط1/2009
*الكسندر اليوت/ آفاق الفن / ت: جبرا ابراهيم جبرا/ ط3/ 1982
مقداد مسعود



عن الكاتب

.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

بلقيس خالد

google-site-verification: googlee09bc7865ace1b6b.html