بلقيس خالد

الموقع الرسمي للشاعرة والروائية بلقيس خالد

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الوسادة: من خلال ...تجاعيدها



بلقيس خالد



الخريف مر...
تطاير ورق أيلول من حنجرة فيروز..
مرهقا مر الخريف..
أتذكرني حين اشرأبت لاحتضان الرياح أشرعتي.. 
ليس لزورقي وجهة..
 على حافة نهر ابتلع ريقه فماتت الأسماك: انتظرني .
تقول أمي: فصول.. باردة.. و الحكايا : حبل طويل..
تقول أمي..
وأنا ..؟ هل أنا..خريف أنتزع من شجر الذكرى حتى ملابسه الداخلية بحثا عن خبايا الصناديق..
وانتظر.. وانتظرني..  قميص أنفاسي..ضاق ويضيق..
ليس للانتظار ما للعبة الصبر.. كم احتاجها .. تلك السكاكين.. !!


جف البحر في عيني المعلقتين على عقربين يتناطحان فوق صدر جدار يريد أن ينقض
جف .. الوقت.. ملح أيامه لم يدبغ جلد انتظاراتي.. أين أنا.. مالي لا أرى المجنون؟
تقول أمي:ليست الخطوة .. الحلم تعثر..تمد لي يدها..
حين حدقت بأعماقهما.. (عيني أحلامي..)
مصلوبة على جدار مرآتي: ضحكة.. 
وأخرى على صدر الجدار: مصلوبة.
لماذا بأفقها البعيد تلوح لي المرآة.. كلما يعاكس الحرير بألوانه عين الجسد؟
هل المرآة سورة لذاذاتنا؟ من دوائرها المتشابكة من ينتشلني..؟أين.. المجنون مالي لا أراني؟
 جوزة المسرات : خواء محض..
لن أتوقف.. احمل الفرح على رأسي لطيور لا أراها.. لعلها تفتح بمناقيرها أقفال  فجر ..هي قسيمتي في انتظاره..
هكذا..
حتى ..
احدودب النهار بحثا عن  معنى لهذا العصفور ألأبيض الذي....
 ولا شيء عند مفترق القمر البعيد..
قالت أمي ستغير لون ثيابي لعل شجرها يثمر بهبوب الرياح.. تحاول أمي.. ويد الرياح  يوهنها البعد
مطرٌ يمزج حليب الجسد بلون الثوب..:لوحة.. لست من رسمها.. أينك أيها المجنون؟
احمل على الفرشاة ربيع..لون.. كسرته غبرة اللاشيء..
لا حقيقة قائمة لهذا الانتظار صاح أبي وهو يجر أذيال بياض أخر.. تبتسم جدتي : بياض أخر.. ياهذا الولد العاق أعلم أن البياض في أرض السواد ظلمة أخرى.. وما الشتاء سوى ماء ابيض في عين الفصول.. وحبل الحكايا طويل..
من فص عيني  لا من فصوص الحكم استل سيفا..  لأقطع لحم هذا الحبل طعاما لعقاربك أيتها الجاثمة على صدر وقتي.. بومة على طراوة غصن الروح. وقمرا عاطلا عن مناجاة العاشقين.. لماذا لا تأتي أيها المجنون؟
هناك حيث تجلس لوحتي باسترخاء آسر..أمزق المحطات
وأدلف متاهات اللون.. أتوه تماما..
مثل جملة اعتراضية في شعرية الكون يقف المجنون.. يصرخ .لوحاته..  ساترك لوحاته تبرد ثم اطويها أرغفة في مجمدة.. لتطرزني متاهتي  بهدوء.. حكمة صينية.
اسمعه يعوي..: لها لذة الحرير.. لي جمر هذا السهر..
 كأن لوحاتي من زجاج استقبلتها بصمت الحجر.
للمجنون كل ضراوة الثوار.. شمس بهدوء بريطانيا تصافح صوته.
ياشمس شحاذ أنا..اشحذ كلي من خيط رفيع في بنصرك.. ياشمس اشهد ان  صوتك فاكهتي.. وتلاوتك اقنومي.. وبوصلتي: ذهب يتهاطل منك على بؤسي..  موحشة..هذه الليلة، شمس تسمعني ولا تسمع  عوائي هذه الليلة سيشمت بي عنائي.
كخريف أتداعى في حضن سريري.. لأستمرأ في مرآها..تتراكم تجاعيدٌ في حرير الندى.. تتمازج الأبجديات في أرجوان الوسادة..
طفل وقف المجنون..: سأرسمك نائمة وقمصانك بأقواس قزحها متأرقة من حراسة تموجات الفاكهة.. ياشمس قمصانك تتهمك باللاعدالة.. اسمعه يضحك قائلا: أنا وشمسي للاكتفاء الذاتي نرسمنا لوحات.. والعميان على فوضى ألألوان الخلاقة: يتقاتلون .
ياشمس ...
سأرسمك بيد واحدة وخلف ظهري  اطوي الأخرى أنت رايتي الواعدة..
اسمعه.. واسمعه..
حتى
سرقني
من أحضان
لوحاته... سلطان النوم.
وحده أبصرها على حقيقتها حجر كريم، عصر حياته على غصنها توغل فيها وبجنون مرير.. هاجر في دمعته صوبها، لكنهم نصبوا جدرانهم الزجاجية، وهو يصليها صلاة عشق، لم تميز وجعه الأعزل، انه منشغل فيها وليس عنها.
-شهب.. نهبت من عينيه الضوء .. وهو يرسم:
توازيات ألأحمر والأسود
..كمثرى تستلقي باسترخاء فادح
حمام يبيض عنبا نضيدا..
كرزا بغشاء ثلج شفيف..
سماء عذراء مهابة تتقوس بحنو ملكي .. تأطر لوحة  المجنون الرسام الحارس
 ارتبكت ألوانه!! أم ارتبك الحارس في  فرشاة المجنون!!
 صرخ المجنون  خلع نعليه وهرول..فوق الإسفلت ..حتى طار.. صار الليل غبارا اخضر والمجنون يصرخ: شمس معنى الجمار.. شمس معنى الجمار في ملكوت ألمطلق في زرقته بين الماء/ النار....
ياشمس ...
يامعنى الجمار.. أرى نارا مائية ..وارى ماء يسطع كالنار..
تباركت النار ومن حولها
صوت أخضر ناداه : ياهذا المجنون الشمسي
أخلع قدميك..
وأستمع...
لما يوحي....
يا شمس المجنون
يامجنون في شمس
وحدكما..
لكما هذه الجنة
جنتكما..
نهر حليب دافق
ونهر من إعصار..
والجمار هو المعنى
والمعنى في :
شمس الجمار


عن الكاتب

.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

بلقيس خالد

google-site-verification: googlee09bc7865ace1b6b.html