بلقيس خالد

الموقع الرسمي للشاعرة والروائية بلقيس خالد

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

غفوة أخرى.. لحلم.. لم يكتمل / بلقيس خالد


بلقيس خالد

هل الماء والنور ..هما كل جذورنا؟
لماذا كلما غرست الحرب صواعقها.. استهدفت ، تلك الجذور؟
على شاطئ النهر ..تلك النساء..:بساتين..
يرقص النهر كلما اغترفت قدورهن شفاه أمواجه.
وحدها تبحر في تموجات حريره.. ثمة لغة يهمسها، ماذا يقول النهر..؟
تمسك حجرا، تنحت طين شاطئه: لوحات طينيه:لغتها.. حين يهامسها بثنيات الخرير...
-دلقت روحي في قبلة.. أودعها كلها على جبينك، فيء.. أنفاسك هواء عذب.. قبليني لتتحول شجرتي طيور خضر.. الوداع:ظمأ.. ولا ماء عذب سوى اسمك في شفتي..
تبتسم ..تميل برأسها غنجا .. يداعبها نسيمه تغمض عينيها تبتسم يمازحها.. خفيف الرذاذ.. ؟
ينأى عن جفنيها..، صوت يسحبها من نسمات عشقها..
: (فيء) ..كفى أحلامك جنونا.. !! املئي قدرك سنذهب ..
صحن بها ، بنات الحي.
.......
رعد الطائرات وزلزال حممها يطارد ماتبقى من فلول جيش مهزوم ..
على جانبي الطريق العام الذي يربط رمل.. الزبير بإسفلت المدينة،وجوه الجنود:.. صيرتها الخيبة.. مرمدة،
..لهم تلفت المذعور.. من فرق الفوهات المسعورة المتأهبة. جنود لايتوقفون عن المشي والغمغمة بشتائم محظورة.. وسرا بما تبقى من دعاء النساء يتمنون للأرض عافية الأشجار.
أستند ت على حجر تتأمل لوحة رسمتها على طين الشاطئ التفتت صوب النهر هامسة:
- رسمتك صوتا لحنجرتي ،لماذا... لاتصرخ؟
ارتفعت الأمواج.. ضحكت فيء ،ثم...
-أيها النهر المسكين ...
ارتفعت ألأمواج ثانية.. بللت همساتها :
أنت أيضا تستعين بأحجار الشاطئ لتتكلم !!
ابتسمت متسائلة: أيتها الأحجار من رسمك حنجرة لهذا .... الأبكم؟.
تكدر النهر..
سحب نسائمه..
أمسكت فيء بإطرافه معتذرة
-أيها .....النهر..أنت تعزف .. الأحجار نغما .. يزودني بالأجنحة..
أما أنا..؟ ...
فأنا الحجر: صوتي المخربش.. بوجه من يضايقني...
..................................
عاد أليها.. يمازحها النسيم يرفعها الموج تلامس سرب نوارس ثمة نورس يخطفها يقف بها على لوحة.. صاحت خائفة من رسمني..؟ ماهذا..؟.
خاوية بيوت ذلك الحي هجروها كرها.. حين مرضت الشمس والتحفت أنفاسها سحب سود تزفرها آبار نفط يحترق..
بيوت خوت ..ألا من .. لم يسعفهم الحظ بمال أو أقارب..... ظلوا ينتظرون الغراب المسلحتحت سقوف بيوت يراقصها رعد القنابل وزوابع شباط.
بطراوة غصون كفها ..تداعب أمواج وجه..
لن يضمحل نهرا على صفحاته رسمت الأشرعة..
صمت..،
بين يديها امتثلت محارة.. مال برأسها عليل النسيم قالت
: أيها النهر يالسان الشجر.. اخضرار همسك فضح سر وطني..
فاستفحلت الريح.
يد بقوة الصوت انتزعتها..
ضوء يحذف خمول ذلك النهار..
الغربان بصواريخها تلاحق غبرة أذيال جيش هوت به النجوم.
بنات الحي يتراكضن....
بنات الحي يتراكضن ويعلو صياحهن المشروخ بالنداء
إلى.. ماتبقى من رجال عجزة..أباء وأجداد
: أنهم جرحى ...
.................................................. .
هموا... بغسل الجراح وتضميدها بما في بيوتهم من شراشف ومعقمات وأعشاب برية .. أصبحت البيوت ردهات مستشفى لها سعة الحي.. الجنود يتساءلون
: أين النور؟، لا يجيب سوى الصمت.
:لماذا النساء محملات بالقدور.. أين الماء؟ وأيضا الصمت هو الجواب.
لا احد عن هذه النار الدامية النهمة يعلم شيئا؟
من صيرها لغزا؟
.. أين ستنتهي؟
هل ستترك على أرضنا بشرا؟
ضحك احد الأطفال قائلا
: هل سينتهي العراق ونكون مثل عدنان ولينا؟
نظر إليه الجد يسكته.
أفل النور..
تلفتت متسائلة: من سرق ألوان الأزهار أيتها الظلمة؟
النهر: ...يتلوى بين ضفتين،
دمع صامتا من رسمه؟
راقصة رئتي..
ثمة عزف..
عبرتي من رسمها؟
ضحك الطفل ثانية وهو يركض إلى أصحابه ليخبرهم انه سيبقى هو مثل عدنان واختار احد أصحابه ليكون عبسي.. ألتمعت عيناه وهو ينظر إلى .. الأسلحة.. هم وأصحابه بقطع أغصان الشجر..
زعق النورس..
كقطة لحست بعينيها محارة ماثلة بين يديها ماتزال.. خدر يسري بشريانها :سؤال..: أيها العذب من أين لك بثمرة الأجاج؟
النورس يزعق...
:ماذا يقول النورس؟ تساءلت.. ثمة صوت
: احتمي بمحارتي حتى يأتيك قمرا يحيلك لؤلؤة..
فقد رسمتكِ .. رملا.....




عن الكاتب

.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

بلقيس خالد

google-site-verification: googlee09bc7865ace1b6b.html